كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 11)

رب، سل عبدك هَذَا لم قيدني! وروع أهلي وولدي وإخواني [من غير شيء] [1] أوجب ذلك علي؟ وبكى الشيخ، وبكى الواثق، وبكينا، ثم سأله الواثق أن يجعله فِي حل وسعة ممَا ناله [2] ، فَقَالَ لَهُ الشيخ: / والله يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ لقد جعلتك فِي حل وسعة من أول يوم [3] إكرامَا لرَسُول اللَّهِ [4] صلى الله عَلَيْهِ وسلم، إذ كنت رجلا [5] من أهله. فَقَالَ الواثق: لي إليك حاجة. فَقَالَ الشيخ: إن كانت ممكنة فعلت، فَقَالَ: تقيم قبلنا، فننتفع بك وينتفع [بك فتياننا] [6] فَقَالَ الشيخ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، إن ردك إياي إلي الموضع الذي أخرجني عنه هَذَا الظالم أنفع [7] لك من مقامي [عندك] [8] ، وأخبرك بمَا فِي ذلك: أصير إِلَى أهلي وولدي، وأكف دعاءهم عليك، فقد خلفتهم عَلَى ذلك. فَقَالَ لَهُ الواثق: فتقبل منا صلة تستعين بِهَا عَلَى رجوعك [9] ودهرك؟ فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، لا تحل لي، أنا عنها غني، وذو مرة سوي. فَقَالَ: سل حاجة [10] . قَالَ: أو تقضيها؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فأذن لي [11] أن يخلى سبيلي [12] الساعة إِلَى الثغر. قَالَ: إني قد أذنت لك. فسلم وانصرف [13] . قَالَ [صالح بْن علي قَالَ] [14] المهتدي [15] : فرجعت عن هَذِهِ المقالة، وأظن أن الواثق قد كَانَ رجع عنها [منذ ذلك الوقت] [16] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في ت: «مما قاله» .
[3] «وسعة من أول يوم» ساقطة من ت.
[4] في ت: «للرسول صلّى الله عليه وسلّم» .
[5] «رجلا» ساقطة من ت.
[6] في الأصل وتنتفع بنا.
[7] في ت: «منه أنفع» .
[8] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[9] «رجوعك» ساقطة من ت.
[10] في ت: «سل حاجتك» .
[11] في ت: «فأذن الى» .
[12] في ت: «يخلى لي السبيل» .
[13] في ت: «وانصرف» .
[14] ما بين المعقوفتين من تاريخ بغداد.
[15] في الأصل: «المقتدي» .
[16] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. انظر الخبر في: تاريخ بغداد 10/ 75- 78.

الصفحة 366