كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 11)

بينهما" (¬1) ولأحمد من حديث جابر قالوا: يا رسول الله، ما الحج المبرور؟ قال: "إطعام الطعام، وإفشاء السلام، (¬2) علقه محمد بن ثابت، قال أبو حاتم: حديث منكر شبه الموضوع (¬3).
وفي رواية للجُوزي: ما بره؟ قال: "العج والثج" قال: فإن لم يكن. قال: "طيب الكلام"، وللحاكم: "طيب الكلام" بدل "إفشاء السلام" ثم قال: صحيح الإسناد ولم يحتجا بأيوب بن سويد، لكن له شواهد كثيرة (¬4)، وروى سعيد بن المسيب مرفوعًا: "ما من عمل بين السماء والأرض بعد الجهاد أفضل من حجة مبرورة، لا رفث فيها ولا فسوق ولا جدال".
وقوله: "مبرور" قال ابن التين: يحتمل أن صاحبه أوقعه على وجه البر، وأصله أن لا يتعدى بغير حرف جر، ونقل عن بعضهم أنه قال: لعله يريد بمبرور وصف المصدر فتعدى إليه بغير حرف فجعله متعديًا، قال: وحديث: "المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" (¬5) قيل: يريد به النافلة؛ لأنه سبق على الحج الجهاد، وليس فرضه كفرض الحج فيدل ذَلِكَ على أن هذا الحج نافلة.
ثانيها: حديث عائشة: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ، أَفَلَا نُجَاهِدُ؟ قَالَ: "لَا، لكن أَفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبرورٌ".
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (1773) كتاب: العمرة، باب: وجوب العمرة وفضلها، ورواه مسلم (1349) كتاب: الحج، باب: في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة.
(¬2) "مسند أحمد" 3/ 325.
(¬3) "علل ابن أبي حاتم" 2/ 118 - 119 (892).
(¬4) "المستدرك" 1/ 483.
(¬5) سيأتي برقم (1773).

الصفحة 38