كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 11)

الإمام أبا محمد سفيان بن عيينة سئل عنه فقال: حديث صحيح. كما أخرجه عنه (الدينوري) (¬1) في "المجالسة"، وابن الجوزي في
¬__________
= شرب له"، وهذا أشربه لعطش القيامة، ثم شربه.
قال البيهقي: غريب من حديث ابن أبي الموال، عن ابن المنكدر، تفرد به سويد، عن ابن المبارك من هذا الوجه. قال الحافظ في "تلخيص الجبير" 2/ 268: قال البيهقي: غريب تفرد به سويد، قلت: وهو ضعيف جدًا، وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات، وأيضًا فكان أخذ عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه، وقد خلط في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنما رواه ابن المبارك، عن ابن المؤمل، عن أبي الزبير، كذا رويناه في "فوائد أبي بكر بن المقري" من طريق صحيحة، واغتر الدمياطي بظاهر هذا الإسناد، فحكم عليه بأنه على رسم الصحيح؛ لأن ابن أبي الموال انفرد به البخاري، وسويدًا انفرد به مسلم، وغفل عن أن مسلمًا إنما أخرج لسويد ما توبع عليه اهـ بتصرف. وقال في "الفتح" 3/ 493: المحفوظ عن ابن المبارك عن ابن المؤمل.
والحديث في الجملة صححه جمع من الأئمة، فحسنه ابن القيم في "زاد المعاد" 4/ 393، والمنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 210، وصححه أيضا المصنف كما ذكر في "البدر المنير" 6/ 299، وكذا في "خلاصة البدر" 2/ 26 - 27، وقال الحافظ في "الفتح" 3/ 493: رجاله ثقات إلا عبد الله بن المؤمل، وقال السخاوي في "كشف الخفاء" 2/ 176 (2168) سنده جيد، وصححه الألباني في "الإرواء" (1123) وفيه فوائد غير ما ذكرنا فراجعه.
قال ابن القيم في "زاد المعاد" 4/ 393: قد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض، فبرأت بإذن الله اهـ.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، رواه البيهقي في "شعب الإيمان" 3/ 481 (4127) من طريق عبد الله بن المؤمل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله به عمرو مرفوعًا: "ماء زمزم لما شرب له" وفي الباب أيضًا عن جماعة من الصحابة سوف يذكرها المصنف تباعًا.
(¬1) ورد في هامش الأصل: الدينوري اسمه أحمد بن مروان المالكي اتهمه الدارقطني ومشاه غيره، ذكره الذهبي في "ميزانه" برقم (620).

الصفحة 456