كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 11)

ولابن ماجه بإسناد جيد أن ابن عباس قَالَ لرجل: إذا شربت من زمزم فاستقبل الكعبة، واذكر اسم الله، وتنفس ثلاثًا، وتضلع منها، فإذا فرغت فاحمد الله -عز وجل-، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم" (¬1).
¬__________
= وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي ولم يخرجاه.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" 5/ 118 (9124)، والأزرقي في "أخبار مكة" 2/ 50، والفاكهي في "أخبار مكة" 2/ 10 (1056) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله.
قال الذهبي في "الميزان" 4/ 105 في ترجمة عمر بن الحسن الأشناني (6071) وقد أورد الحديث من طريق الدارقطني: محمد بن حبيب صدوق، فآفة الحديث هو عمر -قلت: يعني شيخ الدارقطني عمر بن الحسن بن علي- فلقد أثم الدارقطني بسكوته عنه، فإنه بهذا الإسناد باطل، ما رواه ابن عيينة قط اهـ.
وقال الحافظ في "لسان الميزان" 4/ 291 رادًّا على الذهبي: إن الذهبي هو الذي أثم بتأثيمه الدارقطني، فإن الأشناني لم ينفرد بهذا، بل تابعه عليه في "مستدركه" الحاكم، ولقد عجبت من قول المؤلف: ما رواه ابن عيينة قط، مع أنه رواه ابن أبي عمرو سعيد بن منصور، وغيرهم، إلا أنهم وقفوه على مجاهد، فغايته أن يكون محمد بن حبيب وهم في رفعه اهـ بتصرف. وقال في "التلخيص" 2/ 268: الجارودي صدوق إلا أن روايته شاذة، فقد رواه حفاظ أصحاب ابن عيينة عن مجاهد، قوله، وقال في "الفتح" 3/ 493: رجاله موثقون، إلا أنه اختلف في إرساله ووصله، وإرساله أصح. وقال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (928): الجارودي صدوق؛ إلا أنه تفرد عن ابن عيينة بوصله، ومثله إذا انفرد لا يحتج به، فكيف إذا خالف، فقد رواه الحفاظ عن ابن عيينة بدون ابن عباس، فهو مرسل، وإن لم يصرح فيه أكثرهم بالرفع لكن مثله لا يقال بالرأى. اهـ
وقال الألباني في "الإرواء" (1126): باطل موضوع، والصواب وقفه على مجاهد اهـ. والحديث أعله الشيخ رحمه الله بثلاث علل فراجعه.
(¬1) "سنن ابن ماجه" (3061) كتاب: المناسك، باب: الشرب من زمزم، ورواه عبد الرزاق في "المصنف" 5/ 112 - 113 (9111)، والفاكهي في "أخبار مكة" =

الصفحة 458