كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 11)

وعن عقيل بن أبي طالب قَالَ: كنا إذا أصبحنا وليس عندنا طعام، قَالَ لنا أبي: ائتوا زمزم، فنأتيها، فنشرب منها فنجتزئ.
وروى ابن إسحاق، عن عليٍّ: قَالَ عبد المطلب: إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت، فقال: احفر طيبة، قلت: وما طيبة؟ قَالَ: ثم ذهب عني، فلما كان الغد نمتُ فيه، فجاءني فقال لي: احفر بَرَّة، قَالَ: قلت: وما بَرَّة؟ قَالَ: ثم ذهب عني، فلمَّا كان الغد رجعتُ إلى مضجعي، فنمتُ فيه، فجاءني فقال لي: احفر المضنونة، قَالَ: قلتُ: وما المضنونة؟ قَالَ: ثم ذهب عني، فلمَّا كان الغد رجعتُ إلى مضجعي، فنمتُ فيه، فجاءني فقال: احفر زمزم، قَالَ: قلتُ: وما زمزم؟ قَالَ: لا تنزف أبدًا ولا تذم، تسقي الحجيج الأعظم، وهي بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم (¬1) عند قرية النمل (¬2).
¬__________
= داء" لكنه حديث ضعيف؛ قال المناوي في "الفيض": قال ابن حجر: سنده ضعيف جدًا. وقال السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص 422: إسناده واهٍ، وكذا قال العجلوني في "الكشف" 2/ 176، وضعفه الألباني في "الضعيفة" (4407). ومنها ما عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" (7761) للمستغفري في "الطب" عن جابر مرفوعًا: "ماء زمزم لما شرب له، من شربه لمرض شفاه الله، أو لجوع أشبعه الله، أو لحاجة قضاها الله".
وأشار السيوطي لحسنه، لكن ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (4973).
ولمزيد من الاطلاع على هذِه الأحاديث ينظر: "المقاصد الحسنة" (928)، و"كشف الخفاء" (2168)، وكتاب "إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له" للعلامة القادري، بتخريج الشيخ ناصر الدين الألباني، وهو من أجود ما صُنف في هذا الباب.
(¬1) ورد في هامش (م): الأعصم هو الذي في جناحيه ريشة بيضاء.
(¬2) "سيرة ابن إسحاق" ص 3 - 4، ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" 2/ 16 عن علي بن أبي طالب.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 115 عن ابن عباس.

الصفحة 460