كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 11)

وفيه: أن الأكل والشرب في المحافل مباح، إذا كان لتبيين معنى، أو دعت إليه ضرورة كما فعل يوم الكديد إذا علم مما يريد بيانه من سنته.
¬__________
= قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن مرزوق، وقال نحوه الخطيب، وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 153: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5373).
وحديث أبي هريرة رواه الخطيب في "تاريخه" 8/ 28 من طريق مالك بن أنس، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وعزاه السيوطي في "الجامع" (7574) للخطيب، وأشار إلى حسنه، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5373).
وحديث ابن عمر رواه ابن عدي 8/ 269 في ترجمة النضر بن طاهر أبو الحجاج البصري (1967)، من طريقه عن هشيم، عن يونس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر مرفوعًا به.
قال ابن عدي: قال لنا حمزة: فأنكر عليه أهل المعرفة بالحديث وقالوا: الحديث عن ابن عباس، فأخرج الأصل فكان فيه عن ابن عمر. اهـ
قلت: الظاهر أن الحديث محفوظ من رواية ابن عباس وأنس وأبي هريرة فقط والله أعلم.
وهذا الحديث مذكور في نوع المشهور من الأحاديث كما هو مقرر في مصطلح الحديث، وهو الذي يسمى عندهم بالمشهور غير الاصطلاحي وهو: ما اشتهر على الألسنة من غير شروط تعتبر، فمنه الصحيح ومنه الحسن ومنه الضعيف والموضوع، وهو أنواع، وهذا الحديث من المشهور بين العامة، هكذا ذكر السيوطي في "تدريب الراوي" 2/ 253.
وكذا هو مذكور في الكتب التي صنفت في هذا النوع من أنواع الحديث، وعنيت بذكر هذِه الأحاديث، انظر: "المقاصد الحسنة" (915)، و"الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" للسيوطي (352)، "وتمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنته من الحديث" لابن الديبع (1132)، و"كشف الخفاء" (2137).

الصفحة 528