كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 11)

الهروي (¬1). وقال ابن فارس: هو سير سهل سريع يقال: إنها لحسنة الوضع (¬2).
قَالَ الخطابي: الإيضاع: سير حثيث (¬3). زاد الهروي: ويقال هو سير مثل الخبب (¬4). وإنما نهاهم عن الإيضاع والجري إبقاء عليهم، ولئلا يجحفوا بأنفسهم بالتسابق من أجل بعد المسافة؛ لأنها كانت تبهرهم فيفشلوا وتذهب ريحهم، وقد نهينا عن البلوغ إلى مثل هذِه الحال، فكان في معنى قوله قبله: ("عليكم بالسكينة") إلا في بطن وادي مُحِسَر فقد كان ابن مسعود وابن عباس وابن عمر وابن الزبير يوضعون في وادي محسر (¬5)، وتبعهم عَلَى ذَلِكَ كثير من العلماء.
وقال النخعي: لما رأى عمر سرعة الناس في الإفاضة من عرفة وبجمع قَالَ: والله لأعلم إنّي أن البر ليس برفعها أذرعها، ولكن البر شيء تصبر عليه القلوب. وقال عكرمة: سأل رجل ابن عباس عن الإيجاف فقال: إن (حَلْ حَلْ) (¬6) تشغل عن ذكر الله وتوطىء وتؤذي.
قَالَ ابن المنذر: وحديث أسامة يدل عَلَى أن أمره بالسكينة إنما كان في الوقت الذي لم يجد فجوة، وأنه حين وجدها سار سيرًا فوق ذَلِكَ،
¬__________
(¬1) "غريب الحديث" 1/ 460.
(¬2) "مجمل اللغة" 4/ 928.
(¬3) "أعلام الحديث" 2/ 889.
(¬4) "غريب الحديث" 1/ 460.
(¬5) روى ذلك ابن أبي شيبة 3/ 411 - 412 (15636 - 15638 - 15640) كتاب: الحج، في الإيضاع في وادى محسر.
(¬6) هي كلمة تقال للناقة، قال ابن سيده في "المحكم" 2/ 372: حلحل بالإبل: قال: حل حل. وقال الجوهري في "الصحاح" 4/ 1675: حَلْحَلْتُ بالناقة، إذا قلت لها: حَبْ بالتسكين، وهو زجر للناقة، وانظر: "لسان العرب" 2/ 979.

الصفحة 572