كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 11)

وقال ابن عَبْد البر: إن صاحب هذه القصة، هو ابن النعيمان وفيه نظر.
وَقد تَقدَّم في في ترجمة مَروان بن قيس السلمي أن صاحب القصة النعيمان وكذا ذكره الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح من طريق أبي طوالة، عَن أبي بكر بن محمد بن عَمرو بن حزم، عَن أَبيه، قال: كان بالمدينة رجل يُقَالُ لَهُ: النعيمان يصيب من الشراب فَذَكَرَ نَحْوَهُ وبه أن رجلا من أصحابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم قال للنعيمان لعنك الله فقال له النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم "لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله".
وقد بينت في فتح الباري أن قائل ذلك عمير لكنه قاله لعبد الله الذي كان يلقب حمارا فهو يقوى قول من زعم أنه بن النعيمان فيكون ذلك وقع للنعيمان وابنه ومن يشابه أباه فما ظلم.
قال الزبير، وكان لا يدخل المدينة طرفة إلا اشترى منها ثم جاء بها إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فيقول ها أهديته لك فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها أحضره إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وقال أعط هذا ثمن متاعه فيقول أو لم تهده لي فيقول أنه والله لم يكن عندي ثمنه ولقد أحببت أن تأكله فيضحك وبأمر لصاحبه بثمنه.

الصفحة 114