كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 11)

وذكر ابن الكلبي في "الجمهرة" وابن دريد في "الإشتقاق" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر إلى النعميان لم يملك نفسه أن يضحك, فاشترى نعيمان يوما بعيرا فنحره, فجاء صاحبه يطلب ثمنه فلم يجده, فشكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "اذهبوا بنا نطلبه" فوجده فقال لصاحب البعير "هذا نعيم" فقال نعيم لا جرم ولا يغرم ثمن البعير غيرك ففعل.
وأخرج الزبير قصة البعير بسياق آخر من طريق ربيعة بن عثمان قال دخل أعرابي على النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وأناخ ناقته بفنائه فقال بعض الصحابة للنعيمان، الأَنصارِيّ لو عقرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا إلى اللحم ففعل فخرج الأعرابي وصاح واعقراه يا محمد فخرج النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم، فقال: من فعل هذا فقالوا النعيمان, فاتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد فأشار رجل إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم حيث هو فقال ما حملك على ما صنعت قال الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك قال فجعل يمسح التراب، عَن وجهه ويضحك ثم غرمها للأعرابي.

الصفحة 115