كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 11)

8692- نافع بن سليمان العبدي.
يُقال: إِنه رأى النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وحفظ عنه وهو صغير.
روى حديثه إسحاق بن راهويه في مسنده وقال أخبرني سليمان بن نافع العبدي بحلب قال قال لي أبي وفد المنذر بن ساوي من البحرين ومعه أناس وأنا غلام أعقل أمسك جمالهم فذهبوا بسلاحهم فسلموا على النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ووضع المنذر سلاحه ولبس ثيابا كانت معه ومسح لحيته يدهن فأتى نبي الله صَلى الله عَلَيه وسَلم وأنا مع الجمال أنظر إلى نبي الله صَلى الله عَلَيه وسَلم فقال المنذر قال لي النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم رأيت منك ما لم أر من أصحابك فقلت أشيء جبلت عليه أو أحدثته قال لا بل جبلت عليه فلما أسلموا قال النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم أسلمت عبد القيس طوعا وأسلمت الناس كرها".
قال سليمان وعاش أبي مِئَة وعشرين سنة.
وأَخرجه الطبراني، وابن قانع جميعا، عَن موسى بن هارون، عَن إسحاق قال موسى ليس عند إسحاق أعلى من هذا.
وأَخرجه ابن بشران في أماليه، عَن دعلج، عَن موسى وسليمان ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَن أَبيه ولم يذكر فيه جرحا.
والقصة التي ذكرها للمنذر بن ساوي معروفة للأشج واسمه المنذر بن عائذ وأظن سليمان وهم في ذكر سن أَبيه لأنه لو كان غلاما سنة الوفود وعاش هذا القدر لبقي إلى سنة عشرين ومِئَة وهو باطل فعله قال عاش مِئَة وعشرا لأن أبا الطفيل آخر من رأى النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم موتا وأكثر ما قيل في سنة وفاته سنة عشر ومِئَة وقد ثبت في الصحيحين أنه قال صَلى الله عَلَيه وسَلم في آخر عمره لا يبقى بعد مِئَة من تلك الليلة على وجه الأرض أحد وأراد بذلك انخرام قرنه فكان كذلك.

الصفحة 29