كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 11)

وأخرج الطَّبَرَانِيُّ من طريق عبد العزيز بن عمران، عَن إسماعيل بن أيوب المخزومي أن الوليد بن الوليد بن المغيرة كان محبوسا بمكة فلما أراد أن يهاجر باع مالا له بالطائف ثم وجد غفلة من القوم فخرج هو وعياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام مشاة يخافون الطلب فسعوا حتى تعبوا وقصر الوليد فقال:
يا قدمي ألحقاني بالقوم ... ولا تعداني كسلا بعد اليوم
فلما كان عند الأحراس نكب فقال:
هل أنت الا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
فدخل على النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فقال يا رسول الله حسرت وأنا ميت فكفني في فضل ثوبك واجعله مما يلي جلدك ومات فكفنه النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم في قميصه ودخل الى أُم سَلَمة وبين يديها صبي وهي تقول:
ابك الوليد بن الوليد بن المغيرة
فقال ان كدتم تتخذون الوليد حنانا فسماه عَبد الله.
وذكر قصته هذه مصعب الزبيري بغير إسناد وسيأتي في ترجمة الوليد بن المغيرة شيء من ذلك.
وقد أخرج له أَحمد في مسنده حديثا من رواية محمد بن يحيى بن حبان عنه أنه قال يا رسول الله اني أجد وحشة في منامي فقال إذا اضطجعت للنوم فقل بسم الله أعوذ بكلمات الله من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون فإنه لا يضرك ...الحديث.
وهو منقطع لأن محمد بن يحيى لم يدركه.
وقد أَخرجه أَبو داود من رواية ابن إسحاق، عَن عَمرو بن شعيب، عَن أَبيه، عَن جَدِّه، قال: كان الوليد بن الوليد يفزع في منامه فذكر ذلك للنبي صَلى الله عَلَيه وسَلم ... فذكر الحديث.

الصفحة 349