كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 11)
وقد تقدم في ترجمة ركانة أنه صارع النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وقصة الصراع مشهورة لركانة لكن جاء من وجه آخر أنه يزيد بن ركانة فأخرج الخطيب في المؤتلف من طريق أَحمد بن عتاب العسكري، حَدَّثنا حفص بن عمر، حَدَّثنا حماد بن سلمة، عَن عَمرو بن دينار، عَن سعيد بن جبير، عَن ابن عباس قال جاء يزيد بن ركانة إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ومعه ثلاثمِئَة من الغنم فقال يا محمد هل لك أن تصارعني قال وما تجعل لي ان صرعتك قال مِئَة من الغنم فصارعه فصرعه ثم قال هل لك في العود فقال ما تجعل لي قال مِئَة أخرى فصارعه فصرعه وذكر الثالثة فقال يا محمد ما وضع جنبي في الأرض أحد قبلك وما كان أحد أبعض الي منك وأنا أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله فقام عنه ورد عليه غنمه.
وأخرج ابن قانع أيضًا والطبراني من طريق حسين بن زيد بن علي، عَن ابن عمه جعفر بن محمد بن علي، عَن أَبيه، عَن يزيد بن ركانة أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم كان إذا صلى على الميت كبر ثم قال اللهم عبدك، وابن عبدك احتاج الى رحمتك وأنت غني، عَن عذابه ان كان محسنا فزد في إحسانه وان كان مسيئا فتجاوز عنه ويدعو بما شاء أن يدعو.
وأخرج أَبو يعلى والبغوي، وابن شاهي، وابن مَنْدَه في ترجمته من طريق الزبير بن سعيد، عَن عَبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، عَن أَبيه، عَن جَدِّه قال طلقت امرأتي على عهد رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم البتة وصاحب هذه القصة هو أبوه ركانة فان الضمير في قوله يعود على علي لا على عَبد الله ويدل على ذلك رواية الشافعي من طريق نافع بن عجير، عَن ركانة بن عبد يزيد أن ركانة طلق امرأته.
وَهكذا أَخرجَه أَبو داود وغيره.