كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 11)

وفي رواية البغوي حدثني أبي أمين حدثني أبي ذروة، عَن أبي نضلة، عَن رجل منهم يُقَالُ لَهُ: الأعشى واسمه عَبد الله بن الأعور كانت عنده امرأة منهم يُقَالُ لَهُا معاذة فخرج يمتار لأهله من هجر فهربت امرأته من بعده ونشزت عليه فعادت برجل منهم يُقَالُ لَهُ: مطرف بن نهصل فأتاه فقال يا، ابن عم عندك امرأتي فادفعها إلي فقال ليست عندي ولو كانت عندي ما دفعتها إليك، وكان مطرف أعز منه فخرج حتى أتى النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فعاذ به وأنشأ يقول:
يا ملك الناس وديان العرب ... إليك أشكو ذرية من الذرب
كالذئبة السغباء في ظل السرب ... خرجت أبغيها الطعام في رجب
فنزعتني بنزاع وحرب ... أخلفت العهد ولطت بالذنب
ووردتني بين عصب ينتسب ... وهن شر غالب لمن غلب
فقال النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وهن شر غالب لمن غلب فكتب النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم إلى مطرف بن نهصل انظر امرأة هذا معاذة فادفعها إليه فلما قرئ عليه الكتاب قال يا معاذة هذا كتاب رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم فيك فأنا دافعك إليه فقالت خذ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيه أن لا يعاقبني فيما صنعت فأخذ لها ذلك عليه ودفعها إليه فقال ذلك:
لعمرك ما حبي معاذة بالذي ... يغيره الواشي ولا قدم العهد

الصفحة 65