كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 11)

قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: استدلوا بهذا على أنه كان أسن من النابغة الذبياني لأنه ذكر أنه شهد المنذر بن محرق والنابغة الذبياني إنما أدرك النعمان بن المنذر وتقدمت وفاة النابغة الذبياني قبله بمدة ولذلك كان يظن أن النابغة الذبياني أكبر من الجعدى وذكر عمر بن شبعة، عَن أشياخه أنه عمر مِئَة وثمانين سنة وأنه أنشد عمر بن الخطاب:
لبست أناسا فأفنيتهم ... وأفنت بعد أناس أناسا
ثلاثة أهلين أفنيتهم ...، وكان الإله هو المستآسا.
فقال له عمر كم لبثت مع كل أهل قال ستين سنة.
وقال ابن قتيبة عمر بعد ذلك إلى زمن بن الزبير ومات بأصبهان وله مائتان وعشرون سنة وذكر المرزباني نحوه إلا قدر عمره وزاد أنه كان من أصحاب علي وله مع معاوية أخبار وعن الأصمعي أنه عاش مائتين وثلاثين سنة وروينا في كتاب الحاكم من طريق النضر بن شميل أنه سئل، عَن أكبر شيخ لقيه المنتجع الأعرابي قال:
قلت: له من أكبر من لقيت قال النابغة الجعدي قال قلت: له كم عشت في الجاهلية قال دارين قال النضر يعني مائتي سنة.

الصفحة 8