كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 11)

قال ابن القيم -رحمه الله - عن التمر: «والتمر من أكثر الثمار تغذية للبدن، بما فيه من الجوهر الحار الرطب، وأكله على الريق يقتل الدود، فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية، فإذا أُديم استعماله على الريق خفّف مادة الدود وأضعفه وقلّله، أو قتله، وهو فاكهة وغذاء، ودواء، وشراب، وحلوى» (¬١).
وقال في موضع آخر: «وهو غذاء فاضل حافظ للصحة، لا سيما لمن اعتاد الغذاء به كأهل المدينة وغيرهم ...
وأهل المدينة التمر لهم يكاد أن يكون بمنزلة الحنطة لغيرهم، وهو قوتهم ومادتهم، وتمر العالية من أجود أصناف تمرهم، فإنه متين الجسم، لذيذ الطعم، صادق الحلاوة، والتمر يدخل في الأغذية، والأدوية، والفاكهة، هو يوافق أكثر الأبدان، مقو للحار الغريزي، ولا يتولد عنه من الفضلات الرديئة ما يتولد عن غيره من الأغذية والفاكهة، بل يمنع لمن اعتاده من تعفن الأخلاط وفسادها» (¬٢).
والتمر غذاء: روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَا عَائِشَةُ! بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ! بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ». قَالَهَا مَرَّتَيْنِ
---------------
(¬١) زاد المعاد (٤/ ٤٢٥) طبعة مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية.
(¬٢) الطب النبوي لابن القيم - رحمه الله -، ص ٢١٨ - ٢٢٠.

الصفحة 16