كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 11)

أَوْ ثَلَاثًا (¬١).
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - قال: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَمَّرَ عَلَيْنَا أَبَا عُبَيْدَةَ نَتَلَقَّى عِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَزَوَّدَنَا جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ لَمْ يَجِدْ لَنَا غَيْرَهُ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعْطِينَا تَمْرَةً تَمْرَةً، قَالَ: فَقُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بِهَا؟ قَالَ: نَمَصُّهَا كَمَا يَمَصُّ الصَّبِيُّ ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ فَتَكْفِينَا يَوْمَنَا إِلَى اللَّيْلِ (¬٢).
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت لعروة ابن اختها: إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَارٌ، فَقُلْتُ: وَمَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ (¬٣).
ومن الحكم في حديث عائشة السابق: «بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ»:
أن التمر لا يحتاج إلى معاناة في إعداده للأكل، ولا كلفة في ذلك.
ما قصه الله علينا عن مريم البتول عليها السلام، قال تعالى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (٢٥)
---------------
(¬١) برقم ٢٠٤٦.
(¬٢) برقم ١٩٣٥.
(¬٣) صحيح البخاري برقم ٦٤٥٩، وصحيح مسلم برقم ٢٩٧٢.

الصفحة 17