كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 11)

الذي لا يكون للنفس منه نصيب باطنًا.
مظاهر الفتور العائد إلى الانحراف:
أن العظة والتذكير لا يؤثر فيهم وذلك لقساوة حدثت لقلوبهم، وران أطبق عليها بما كانوا يكسبون.
حبهم للجدل والمراء ومعارضة الحق، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ» ثُمَّ تَلَا: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨)} [الزخرف:٥٨] (¬١)، وفي التنزيل المبارك: {وَمَا كَانَ اللَّهُ قَوْمًا إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} [التوبة:١١٥].
تحليلهم لكثير مما كان حرامًا عندهم قبل نكوسهم، وكذلك العكس، وذلك بوقوعهم في الفتنة كما أخبر بذلك حذيفة - رضي الله عنه - حين سُئل: «كيف يعرف الرجل منا، هل أصابته الفتنة أم لا؟ فأجاب: إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا؟ فلينظر، فإن كان رأى حلالًا كان يراه حرامًا، فقد أصابته الفتنة، وإن كان يرى حرامًا كان يراه حلالًا فقد أصابته» (¬٢).
---------------
(¬١) مسند الإمام أحمد (٣٦/ ٥٤٠)، برقم ٢٢٢٠٤، وقال محققوه: حديث حسن بطرقه وشواهده.
(¬٢) مستدرك الحاكم (٤/ ٤١٥) برقم ٣٤٤٨، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

الصفحة 574