كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 11)
أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، مَا غَسَلَهُ إِلَّا نِسَاؤُهُ» (¬١).
وروى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في المحرم الذي وقصته ناقته: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تُحَنِّطُوهُ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا» (¬٢).
وروى البخاري ومسلم من حديث أم عطية - رضي الله عنها - قالت: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ، فَقَالَ: «اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا،] أَوْ سَبْعًا [، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ»، قُلْتُ: وِتْرًا، قَالَ: «] نَعَمْ [، وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي»، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حِقْوَهُ (¬٣)، فَقَالَ: «أَشْعِرْنَهَا (¬٤) إِيَّاهُ»] تَعْنِي إِزَارَهُ [، قَالَتْ: وَمَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ، وَفِي رِوَايَةٍ: نَقَضْنَهُ، ثُمَّ غَسَلْنَهُ،] فَضَفَرْنَا شَعْرَهَا ثَلَاثَةَ أَثْلَاثٍ: قَرْنَيْهَا وَنَاصِيَتَهَا وَأَلْقَيْنَاهَا خَلْفَهَا [،] قَالَتْ: وَقَالَ لَنَا: «ابْدَأنَّ
---------------
(¬١) برقم ٣١٤١، وحسنه الشيخ الألباني - رحمه الله - كما في إرواء الغليل برقم ٧٠٢.
(¬٢) صحيح البخاري برقم ١٢٦٥، وصحيح مسلم برقم ١٢٠٦.
(¬٣) أي: إزاره، قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (١/ ٤١٧) والأصل في الحقو معقد الإزار، وجمعه أحق وأحقاء، ثم سمي به الإزار للمجاورة.
(¬٤) أي: اجعلنه شعارها، والشعار الثوب الذي يلي الجسد لأنه يلي شعره. فتح الباري (٨/ ٥٢).
الصفحة 596