كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 11)

قدامة: «ويستحب أن يرش على القبر ماء، ليلتزق ترابه (¬١). وقد ورد حديث جعفر بن محمد السابق، وذكر ابن أبي شيبة آثار أخرى، قال الشيخ عبدالعزيز بن باز في حكم وضع الحصباء على القبر ورشه بالماء: «هذا مستحب إذا تيسر ذلك لأنه يثبت التراب ويحفظه، ويروى أنه وضع على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بطحاء، ويستحب أن يرش بالماء حتى يثبت ويبقى القبر واضحًا معلومًا حتى لا يمتهن» (¬٢).
وقال الشيخ ابن عثيمن - رحمه الله -: «لا بأس أن يُرش القبر؛ لأن الماء يمسك التراب فلا يذهب يمينًا ويسارًا» (¬٣) (¬٤).
١٣ - يجوز إخراج الميت من القبر لغرض صحيح، كما لو دفن قبل غسله وتكفينه ونحو ذلك، لما رواه البخاري في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله قال: «أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَمَا أُدْخِلَ حُفْرَتُهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ،] وَكَانَ كَسَا عَبَّاسًا قَمِيصًا» (¬٥).
---------------
(¬١) المغني (٣/ ٤٣٦).
(¬٢) مجموع فتاوى ابن باز - رحمه الله - (١٣/ ١٩٨).
(¬٣) مجموع رسائل ابن عثيمين - رحمه الله - (١٧/ ١٩٤).
(¬٤) صلاة المؤمن، د. سعيد بن وهف القحطاني (٣/ ١٣١٢).
(¬٥) برقم ١٣٥٠، يعني العباس بن عبد المطلب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك يوم بدر، لما أُتي بالأسارى وأُتي بالعباس، ولم يكن عليه ثوب، فوجدوا قميص عبد الله بن أُبي، فكساه النبي - صلى الله عليه وسلم - إياه، فلذلك ألبسه النبي - صلى الله عليه وسلم - قميصه. هكذا ساقه البخاري في الجهاد، فيمكن أن يكون هذا هو السبب من إلباسه قميصه. ويمكن أن يكون السبب ما أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز أن ابن عبد الله المذكور قال: يا رسول الله ألبس أبي قميصك الذي يلي جلدك، وفي رواية أنه قال: أعطني قميصك أكفنه فيه، ويمكن أن يكون السبب هو المجموع: السؤال والمكافأة ولا مانع من ذلك، نيل الأوطار للشوكاني (٤/ ١٣٧).

الصفحة 640