كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 11)

الجزائريون - كل الجزائريين - من رجال ونساء، وشباب وشيوخ، من مدينة الجزائر إلى (تمنراست) ومن (تبسه) إلى (مغنية) كرجل واحد في حرب التحرير. ولم تتمكن محاولات التفرقة، وتسلل المناهضين للثورة والمستفزين في صفوفهم، من أن تنال من عزيمتهم ووحدتهم.
وقد شعر الجزائريون بأنهم أعضاء جسم واحد في هذا الكفاح المرير، وكانت جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني أداة المعركة الفعالة في خدمة الشعب، وألحق بفضل عملها المستمر ضربات قاضية بالمستعمر، ونالت الثورة الجزائرية إعجاب الجميع، وتحظى حاليا بسمعة عالمية جلبت لها العديد من التأييدات.
فإلى أشقائنا المغاربة والعرب وجميع الأفارقة والاشتراكيين وشعوب العالم الثالث، والديموقراطيين في فرنسا وأوروبا الذين ساعدونا. عرفاننا بالجميل.
وكان هذا الكفاح درسا تستلهم به الشعوب الخاضعة للامبريالية، إذ أنه حطم خرافة الامبريالية التي لا تقهر، فبالإضافة إلى مساهمته في تحرير أفريقيا، أبرز أن أي شعب مهما كان صغيرا، وبوسائله القليلة، يستطيع مواجهة أعتى قوة امبريالية، وينتزع حريته. وقد أجبر الكفاح البطولي للشعب الجزائري، والمساندة الدولية للقضية العادلة، أجبر الخصم على التخلي عن مواقفه القائلة (بأن الجزائر فرنسية). وحمله على الرضوخ لاستقلال الجزائر. وقد أرغم الخصم، رغم قوة العتاد الذي وضعه طوال سنوات
الكفاح المريرة، على العدول عن الحلم بانتصار
عسكري والدخول في مفاوضات مع الحكومة المؤقتة للجمهورية

الصفحة 216