كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 11)

الدهر، تكاد تنسى فيه - لشدة ما أصابها ولقوة ما نزل بها - أيامها الخالدات، لكن ذاكرة الشعوب تبقى قوية، جبارة، متعاظمة، ترتفع على الأحداث مهما عظمت، وتكبر على النوائب مهما قست واشتدت.
هكذا كان شعب الجزائر المجاهد، ومن قلب المحن، ظهرت الأيام التي ربطت بين صفحات الماضي بصفحات المستقبل، فكان الأجداد الصيد من أمثال: الأمير عبد القادر، والحداد، والمقراني، وبو معزة، ولالا فاطمة، وآخرون لا زالت أيامهم ذكرا على شفة التاريخ ولسان الأجيال.
ثم تأتي الثورة الحاسمة، فتكون أيامها ولياليها، ساعاتها ودقائقها، كلها نسيج متصل من البطولات الخارقة والأعمال الرائعة حتى لتكاد تشكل بمجموعها يوما واحدا، غير أنه يوم لا يقاس بعمر الزمان.
لقد تمثلت (أيام الجزائر الخالدة) بما قام به رجال جيش التحرير الوطني الجزائري، من مجاهدين ومسبلين وفدائيين، وبما اضطلعوا بتنفيذه من جلائل الأعمال. وسبق في الكتاب رقم (10) من هذ5 المجموعة، التعرض لأعمال الجيش وتطوره، غير أن البحث أوسع من أن يأخذ حقه في كتاب أو عدد من الكتب، وإذن فلا بد من التعرض للحد الأدنى والضروري حتى تكون الفكرة أكثر وضوحا، وحتى يكون البحث أكثر شمولا واتساعا.
وقد يظهر من غير المهم - للحظة من اللحظات - الإسهاب في بحث حادثة معينة، أو تضمين الكتاب وثيقة من الوثائق، تجاوزها الزمن، وحدث عليها كثير أو قليل من التغيير، غير أن قضية البحث

الصفحة 8