كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 12)

وهذه الروايةُ هي الأصحُّ، فقد كان يحيى مع تثبته وحفظه عالمًا بحديث سعيد بن أبي عروبة كما قال عبد الرحمن بن مهدي وأحمد رحمهما الله (العلل لأحمد رواية ابنه عبد الله ٢٤٩٤، ٢٥٧١)
ولعلَّ الطبرانيَّ أشارَ للروايةِ الموقوفةِ هذه عن سعيدٍ، فقد أسندَ بعدَ روايتِهِ المرفوعة المخرج لها الحديث ثانية بسنده المتقدم فقال: حدثنا أحمد بن زهير، ثنا أحمد بن يحيى السوسي، ثنا عبد الوهاب، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو، مثله، وإلا فما الداعي لتكرار السند مرَّة ثانية؟ !
قلنا: ومع أن الصحيحَ عن سعيدٍ هو الوقفُ، فقد أخطأَ أيضًا في سندِهِ، حيثُ خالفه همام بن يحيى، فروى الحديثَ فقال: عن قتادةَ، عن شريك بن خليفة قال: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَمْرٍو: آكلُ وَأَنَا جُنُبٌ؟ قال: تَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ. فجعلَ شيخَ قتادةَ شريكَ بنَ خليفةَ.
أخرجَ هذه الرواية حرب الكرماني في (مسائله، كتاب النكاح ٢٠٥٨) قال: حدثنا أحمد، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن همام، به.
وكذا رواه عبد الله بن أحمد في (العلل ٣٩٢) عن أبيه عن بهز، وعفان.
وابن المنذر في (الأوسط ٦٠٦) عن يحيى بن محمد عن أبي عمر الحوضي.
وعلَّقه البخاري في (التاريخ الكبير ٤/ ٢٣٩) عن سَلْم بن قتيبة.
أربعتهم رووه عن همام كما رواه ابن مهدي عن قتادة به موقوفًا.
قلنا: صوَّب عفان بن مسلم روايةَ همامٍ هذه، وخَطَّأَ روايةَ سعيدٍ، وأقرَّه أحمدُ والبخاريُّ، فقال حرب الكرماني: "قال أحمد: أصحابُ قتادةَ: شعبة،

الصفحة 621