كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 100 """"""
ثم كان من أمرهما نذكره إن شاء الله تعالى في الطبقة الثانية من بني بويه ، وكان عماد الدولة هو الأسن الأكبر من بني بويه . والمشار إليه بينهم ، فلما مات صار أخوه ركن الدولة أمر الأمراء . وكان معز لدولة هو المستولي على العراق ، وهو كالنائب عنهما .
ذكر أخبار ركن الدولة أبى لي الحسن بن بويه
كان ركن الدولة في خدمة أخيه عماد الدولة يندبه في مهماته وأشغله ، وجهزه وهو في حرب ياقوت في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة إلى كازرون ، وغيرها من أعمال فارس ، فاستخرج منها أموالاً جليلة ، فأنفذ ياقوت عسكراً إليه لمنعه من ذلك ، فقاتلهم وهزمهم ، وهو في نفر يسير ، وعاد إلى أخيه بالغنائم والأموال ، ثم جهزه عماد الدولة رهينة عند مرداويج في سنة ثلاث وعشرين كما ذكرناه ، فلما خلص بعد مقتل مرداويج ، والتحق بأخيه عماد الدولة جهزه بالعساكر إلى أصفهان ، فاستولى عليها ، وأزال عنها وعن عدة من بلاد الجبال نواب وشمكير ، وجهز العساكر نحوه ، فبقيا يتنازعان ملك تلك البلاد ، وهي أصفهان ، وهمدان ، وقم ، وقاجان ، وكرج ، والرىّ ، وكنكور ، وقزوين ، وغيرها ، ثم استولى ركن الدولة على أصفهان ، وملكها فيسنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وملك الرى في سنة ثلاثين .
ذكر ملك ركن الدولة بن بويه طبرستان وجرجان
وفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة في شهر ربيع الأول اجتمع ركن الدولة ، والحسن بن فيرزان ، وقصدا بلاد وشمكير ، فالتقيا به ؛ فانهزم وشمكير ، وملك ركنالدولة طبرتان ، وار منها إلى جرجان ، فملكها ، واسأمن إليه من قواد وشمكير مائة وثلاثة عشر قائداً ، فأقام الحسن بن الفيرزان بجرجان ، ومضى وشمكير إلى خراسان يستنجد بالسامانية ، واتفقت وفاة الأمير عماد الدولة ، فسار ركن الدولة لتقرير أمر والده عضد الدولة بفارس ، فسار منصور ابن قراتكين صاحب جيش الأمير نوح بن نر الساماني إلى الرى ، ودخلها ، وأخرج نائب ركن الدولة منها ، وورد سجل منالخليفة المطيع لله بتقليد ركن الدولة إمرة الأمراء موضع عماد الدولة ،

الصفحة 100