كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 101 """"""
فقبله ، وانصرف إلى الرىّ ، ففارقها نصور بن قراتكين قبل وصول ركن الدولة إليها ، وسار إلى أصفهان ، ثم رحل منها ، فنزل طرف مفازة بها على النهر المعروف بور بروديم ، ثم رحل عنه ، والتقى مع ركن الدولة على الروذبار ، والنهر يحجز بينهما ؛ لكنه نهر يخاض ، فأقامت الحرب بينهما سبعة أيام ، م عر منصور النهر بجيوش ، والتقوا من وقت العصر إلى صدر من الليل ، ثم سار منصور في بقية من الليل إلى الرىّ ، وقدم ركن الدولة مقدمته نحو قاجان ، فلما وصل إليها بلغه وفاة منصور بالرى ، فسار إليها ، ودخلها إليها ، ودخلها بغير قتال وتجهز منها لحرب وشمكير لأنه الذي أغرى بينه ، وبين صاحب خراسان ، فالتقيا على باب الرى بجبل طبرك ، وتواصلوا أربعة أشهر حتى سقط الثلج ، فرجع وشمكير ، ثم اتفقت وفاته ، وقيام والده بهسيتون في الملك بعده ، فدخل في طاعة ركن الدولة ، فزال الخوف ، وحصل الأمن واست الأمر على ذلك إلى سنة خم وستين وثلاثمائة .
ذكر ما قرره ركن الدولة بين بنيه وما أفرده لكل منهم من الممالك
وفي سنة خمس وستين وثلاثمائة سار ركن الدولة من الرى إلى أصفهان ، واستدعى ولده عضد الدولة من بلاد فارس ، وجمع سائر أولاده ، وحواشيهم ، فقسم ركن الدولة ممالكه على أولاده ، فجع لإبنه عضد الدولة بلاد فارس ، وجعله الملك على جماعة البيت بعد أن أوصاه على إخوته ، وعلى بن عمه عز الدولة بختيار بن معز الدولة ، فإن معز الدولة كان قد توفى ، وملك ابنه بختيار بهده على ما نذكره إن شاء اله تعلى ، وسلم ركن الدولة إلى عضد الدولة أخاه الأصغر خسرو فيروز ، وجعل لمؤيد الدولة ، وهو شقيق عضد الدولة بلاد الرى ، وأصفهان ، وقم ، وقزوين ، وزنجان ، وأبهر ، وما والاها ، وأفرد لفخر الدولة همذان ، والدينور ، والإيغارين وما