كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 102 """"""
اتصل بهم ، واستحلف الأخوين على طاعة عضد الدولة ، واستحلف عضد الدولة عى الوفاء لهما ، وكتب الكتاب بينهم ذو الكفايتين أبو الفتح بن العميد ، ومات ركن الدولة عقيب ذلك .
ذكر وفاة ركن الدولة ابن بويه وشيء من أخباره وسيرته
كانت وفاته بالى في ليلة السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ست وستين وثلاثمائة ، وقد زاد على سبعين سنة ، وقيل أقل من ذلك ، وكانت مدة إمارته أربعاً وأربعين سنة ، وكان رحمه الله حليماً كريماً كير البذل للمال ، حسن السياسة لرعيته وجنده ، رؤوفاً بهم عادلاً في الحكم بينهم بعيد الهمة متحرجاً من المظالم مانعاً لأصحابه من الظلم عفيفاً عن الدماء ، وكان يجرى الأرزاق على أهل البيوتات ، ويصونهم عن التبذل ، وكان يقصد المساجد الجامعة في أشهر الصيام للصلاة ، وينتصب لرد المظالم ، ويتعهد العلويين بالأموال الكثيرة ، ويتصدق على ذو الحاجات ، ويلين جانبه للخاص والعام ، وحكمي عنه : أنه سار في بعض أسفاره ، ونزل في خركاة قد نصبت له قبل أصحابه ، وقدم إليه الطعام ، فقال لبعض أصحابه لأي شيء قيل في المثل : خير الأشياء في القرية الإمارة ، فقال : لقعودك في الخركاة ، ولهذا الطعام بين يديك ، وأنا لا خركاة ، ولا طعام ، فضحك ، وأعطاه الخركاة ، والطعام .
ومن محاسن أفعاله ما فعله من نصرة بختيار بن أخيه معز الدولة على ابنه عضد الدولة على ما نكره في أخبار عز الدولة بختيار .
وكان له من الأولاد : عضد الدولة أبو شجاع فناخسرو ، وفخر الدولة أبو الحسن علي ، ومؤيد الدولة أبو منصور بويه ، وأبو العباس خسرو فيروز .
وزراؤه : أول من وزر له : الأستاذ أبو الفضل أحمد بن العميد إلى أن توفي في سنة تسع وخمسين ، فاستوزر بعده ولده ذا الكفايتين أبا الفتح محمد ، وهو اثنتين وعشرين إلى أن توفي ركن الدولة .

الصفحة 102