كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 105 """"""
فسار لحربهم ، وقاتلهم بأرجان ، فانهزم منهم إلى الأهواز ، وأقام بها ثلاثة عشر يوما ، ثم انهزم إلى تستر ، وسار إلى واسطن واستولى معز الدولة والبريدي على الأهواز ، وأقلعا بها خمسة وثلاثين يوما ، ثم هرب البريدي خوفا على نفسه من معز الدولة ، فكاتبه يعيب عليه ذلك ، ويعته ، فاعتذر البريدي إليه أنه خاف على نفسه ، وطلب من معز الدولة أن يفرج عن الأهواز ؛ ليتمكن من ضمانه ، وطلب من معز الدولة أن يفرج على الأهواز ؛ ليتمكن من ضمانه ، فإنه كان قد ضمن الأهواز ، والبصرة من عماد الدولة في سنة بثمانية عشر ألف درهم ، فرحل عنها إلى عسكر مكرم خوفا من أخيه لئلا يقول له : كسرت المال ، ثم أنفذ إليه البريدي ثانيا يذكر خوفه منه ، ويطلب منه أن ينتقل إلى السوس ليبعد عنه ، ويأمن هو الأهواز ، فحذره أصحابه ، وخوفوه غدر البريديّ ، فامتنع من إجابته إلى ذلك ، وكتب إلى أخيه عماد الدولة ، فأنفذ إليه جيشا ، فقوي بهم ، واستولى على الأهواز ، وهرب البريدي إلى البصرة ، وأقام معز الدولة بالأهواز ، وقصد البصرة وواسط ، وعاد عنهما ، ولم يزل كذلك إلى أن استولى على بغداد .
استيلائه على بغداد وتلقيبه وتلقيب اخوته من ديوان الخلافة
كان استيلاء معز الدولة على بغداد في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة في خلافة المستكفي بالله ، وسبب ذلك أن ابن شيرزاد لما استولى على إمرة الأمراء ببغداد بعد وفاة توزون ، على ما قدمناه في أخبار الدولة العباسية في أيام المستكفي بالله ، استعمل ينال كوشه على واسط ، فكاتب معز الدولة ، وهو بالأهواز ، ودخل في طاعته ، واستقدمه ، فسار إليه ، وقصد بغداد ، فلما فارقها استتر المستكفي بالله وابن شيرزاد ، وخرج الأتراك من بغداد إلى الموصل ، فلما أبعدوا ظهر المستكفي بالله ، وقدم معز الدولة أبا محمد الحسن ابن محمد المهلبي إلى بغداد ، فاجتمع بالخليفة ، فأظهر السرور بمقدم ابن بويه ، وأعلمه أنه إنما استتر ليتفرق الأتراك ، ويحصل الأمر

الصفحة 105