كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 106 """"""
لمعز الدولة بغير قتال ، ووصل معز الدولة إلى بغداد في حادي عشر جمادى الأولى من السنة ، ونزل بباب الشمّاسيه ، ودخل من الغد إلى الخليفة ، وبايعه ، وحلف له ، ولقبه الخليفة بمعز الدولة ، ولقب أخاه أبا الحسن عليّاً عماد الدولة ، ولقب أبا علي الحسن ركن الدولة ، وأمر بضرب ألقابهم وكناهم على الدنانير والدراهم ، وخلع الخليفة على معز الدولة ، وطوّقه ، وسوّره ، وفوض غليه ما وراء بابه ، وعقد له لواء ، وأمر بالخطبة له على المنابر ، وسأل معز الدولة الخليفة أن يأذن لابن شيرزاد في الظهور ، وأن يأذن له أن يستكتبه ، فأجابه إلى ذلك ، فظهر ابن شيرزاد ، ولقي معز الدولة ، فولاه أمر الخراج ، وجباية الأموال ، ونزل معز الدولة بدار مؤنس ، ونزل أصحابه في دور الناس ، فلحق الناس لذلك شدة عظيمة ، وصار رسما عليهم ، وهو أول من فعله ببغداد ، ولم يعرف بها قبله ، وأخذ معز الدولة في مضايقة الخليفة ، والحجر علي ، حتى في نفقته ، ورتب له في كل يوم خمسة آلاف درهم ، فكانت ربما تأخرت عنه ، فأفرد له ضياعا ، وسلمت إليه فولاها من قبله ، ولم يبق حكم في غيرها ، ثم خلعه معزُّ الدولة على ما ذكرناه لثمان بقين من جمادى الآخرة . وبايع المطيع بالله .
ذكر الحرب بين معز الدولة ، وناصر الدولة بن حمدان
وفي شهر رجب سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة سيَّر معز الدولة عسكرا مقدمهم ينال كوشه وموسى قيادة على مقدمته نحو الموصل ، فلما نزلوا عكبرا أوقع ينال كوشه بموسى ، ومضى هو ومن معه إلى ناصر الدولة ، وكان قد خرج من الموصل يريد العراق ، فوصل إلى سامرا في شعبان ، ووقعت الحرب بينه وبين أصحاب معزِّ الدولة بعكبرا ، فسار معز الدولة هو والمطيع لله إلى عكبرا في شهر رمضان ، فلما سار عن بغداد التحق ابن شيرزاد بناصر الدولة ، وعاد إلى بغداد مع عساكره لناصر الدولة يحارب معز الدولة ، فلما كان في عاشر رمضان ، سار ناصر الدولة من سامرا إلى بغداد ، وأقام بها ، فسار معز الدولة إلى تكريت ، وكانت لناصر الدّولة ، فنهبها ، وعاد هو والخليفة إلى بغداد ، ونزلا لناصر الدولة ، فنهبها ، وعاد هو والخليفة إلى بغداد ، ونزلا بالجانب الغربي ، ونصار الدولة بالشرقي .