كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 108 """"""
ذكر استيلائه على البصرة
كان معز الدولة قد ضم البصرة وأعمالها لأبي القاسم بن البريدي في سنة أربع وثلاثين ، ووقع الاختلاف بينهما في سنة خمس وثلاثين ، فأرسل إليه معز الدولة جيشا ، فالتقوا واقتتلوا ، فانهزم أصحاب ابن البريدي ، ثم سار معز الدولة هو ، والخليفة المطيع لله إلى البصرة في سنة ست وثلاثين لاستعادتها من ابن البريدي ، وسلكوا البرية إليها ، فلما وصل الدرهمية استأمن إليه عساكر ابن البريدي ، وهرب أبو القاسم في الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر إلى هجر ، والتجأ إلى القرامطة ، وملك معز الدولة البصرة ، وسار منها إلى الأهواز ، وأقام الخليفة ، والصيمري بالبصرة ، والتقى معز الدولة بأخيه عماد الدولة بأرجان في شعبان ، فنزل معز الدولة ، وقبل الأرض بين يديه ، وكان يقف قائما ، فيأمره بالجلوس ، فلا يفعل ، ثم عاد إلى بغداد .
ذكر ملك معز الدولة الموصل وعوده منها بعد الصلح
وفي سنة سبع وثلاثين ، سار معز الدولة إلى الموصل ، ففارقها ناصر الدولة إلى نصيبين ، وملك معز الدولة الموصل في شهر رمضان ، وظلم أهلها ، وعسفهم ، وأخذ أموال الرعايا ، فكثر الدعاء عليه ، وقصد الاستيلاء على جميع بلاد ناصر الدولة ، فأتاه الخبر من أخيه ركن الدولة أن عساكر خراسان قد قصدت جرجان ، والري ، واستمده ، فاضطر إلى مصالحة ناصر الدولة ، فترددت الرسائل بينهما ، واستقرت الحال على أن يؤدي ناصر الدولة عن الموصل ، وديار الجزيرة كلها ، والشام ، في كل سنة ثمانية آلاف ألف درهم ويخطب في جميع بلاده لبني بويه ، وعاد معز الدولة إلى بغداد ، فدخلها في ذي الحجة من السنة .
ذكر وفاة الوزير الصيمري ووزارة المهلبي
في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة توفي أبو جعفر محمد بن أحمد الصيمري وزير معز الدولة بأعمال الجامدة ، واستوزر معز الدولة بعده أبا محمد الحسن محمد المهلبي في جمادى الأولى ، وكان يخلف الصيمري بحضرة معز الدولة ، فعرف أموال