كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 109 """"""
الدولة والدواوين ، وظهرت أمانته ، وكفاءته ، فاستوزره ، ومكنَّه من الوزارة ، فأحسن السيرة وأزال كثيراً من المظالم ، ثم ضربه معز الدولة بالمقارع في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ، مائة وخمسين مقرعة ووكل به في داره ، ولم يعزله من وزارته بل ضربه لأمور نقمها عليه ، وفي سنة خمس وأربعين في شهر رجب عصى على معز الدولة روزبهان بن وندخزاشيد ، وسار إلى الأهواز ، وأطاعه أكثر الديلم فسار إليه معز الدولة ، ولقيه بالأتراك فقط ، وعدتهم ألف فارس . وذلك قي يوم الاثنين سلخ شهر رمضان من السنة ، فهزمه معز الدولة ، وأسره .
وفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة استولى معز الدولة على الموصل ؛ وسبب ذلك أنه كان قد ضمنها له ناصر الدولة بن حمدان في كل سنة بألفي درهم . فلما في هذه السنة أخر حمل المال ، فسار إلى الموصل ففارقها ناصر الدولة إلى نصيبين ، ودخلها معز الدولة ، ثم سار منها إلى نصيبين ، ففارقها ناصر الدولة ، وتوجه إلى أخي سيف الدولة بحلب ، فراسله سيف الدولة في الصلح ، فامتنع من تضمين ناصر الدولة لخلفه معه مرة أخرى ، فضمن سيف الدولة البلاد منه بألفي ألف وتسعمائة ألف درهم ، فضمنه ، وذلك في المحرم سنة ثمان وأربعين ، وانحدر إلى بغداد ، وفي سنة خمسين وثلاثمائة أمر معز الدولة ببناء داره ببغداد ، فشرع في عمارتها ، فكان مبلغ الخرج عليها ثلاث عشر ألف درهم ، فاحتاج بسبب ذلك إلى مصادرة جماعة من أصحابه .
ذكر ما كتب على مساجد بغداد
وفي سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة في شهر ربيع الآخر منها كتب عامّة الشيعة ببغداد بأمر معز الدولة على المساجد ما صورته : لعن الله معاوية بن أبي سفيان ، ولعن من غصب فاطمة رضي الله عتها فدكاً ، ومن منع أن يدفع الحسين عند قبر جده عليه السلام ، ومن نفى أبا ذرٍّ الغفاري ، ومن أخرج العباس من الشورى . فلما كان الليل محاه بعض الناس ، فأراد معز الدولة إعادته ، فأشار عليه الوزير المهلبي أن يكتب مكان ما محى : لعن الله الظالمين لآل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولا يذكر أحداً في اللعن إلا معاوية ، ففعل ذلك .

الصفحة 109