كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 11 """"""
هائلة مختلفة منكرة ، وكان مرداويج نائما ، فاستيقظ ، فسمع ذلك ، وسأل عنه ، فعرف صورة الحال ، فازداد غضبا ، وقال ما كفى من إخراق الحرمة ما فعلوه من نهب السماط ، وما أرجفوا به حتى انتهى أمر هؤلاء الطلاب إلى هذا ، وسأل عن أصحاب الخيل ، فقيل : إنها للأتراك ، وقد نزلوا للخدمة ، فأمر أن تحط السروج عن الدواب ، وتوضع على ظهور أصحابها ، ويأخذون بإرسال الدواب إلى الاصطبلات ، ومن امتنع من ذلك ضربه الديلم ، ففعلوا ذلك ، فكانت صورة قبيحة أنفت منها نفوسهم . قم ركب مع خاصته ، وهو يتوعد الأتراك حتى صار إلى داره بعد العشاء بعد أن ضرب جماعة من أكابر الأتراك ، فاجتمعوا ، وقالوا ما وجه صبرنا على هذا الشيطان ، وتحالفوا على الفتك به ، واتفق دخوله الحمام ، وكان كورتكين يحرسه في حمامه وخلواته ، فأمره في ذلك اليوم أن لا يتبعه ، فتأخر مغضبا ، وكان هو الذي يجمع الحراس ، فلم يأمر الحرس باتباعه . وكان له خادم أسود يتولى خدمته بالحمام ، فاستمالوه ، فمال إليهم ، وهجم الأتراك على الحمام ، فقام أستاذ داره ، وهو خادم ليمنعهم ، فضربه بعضهم بالسيف ، فقطع يده ، فصاح ، فعلم مرداريج ، فغلق باب الحمام ، وتربسه بسرير كان يجلس عليه إذا غسل رأسه ، فصعدوا السطح ، وكسروا الجامات ، ورموه بالنشاب ، ثم كسروا باب الحمام ، ودخلوا عليه ، فقتلوه ، وكان الذي جمع الناس على قتله توزون ، وهو الذي صار أمير العساكر بالعراق ، وياروق ، ومحمد ابن ينال الترجمان ، وبجكم وهو الذي تولى إمرة العراق . وقال : ولما قتلوه أعلموا أصحابهم ، فنهبوا قصره ، وهربوا . هذا لم يعلم بهم الديلم ، فلما علموا ركبوا في آثارهم ، فلم يلحقوا منهم إلا نفرا يسيراً ، فقتلوهم ، وعادوا ، واجتمع على طاعة أخيه وشميكر .
ذكر ملك وشميكر بن زيار
وهو الثالث من ملوك الدولة الديلمية الجيلية . وقال : ولما قتل مرداويج كان وشمكير بالري ، فحملوا تابوت مرداويج ، وساروا نحو الري ، فخرج وشمكير ، ومن عنده من أصحابه ، وتلقوا التابوت مشاة حفاة على أربعة فراسخ ، وكان يوما مشهودا . واجتمع على وشمكير عساكر أخيه . قال : وكان ركن الدولة بن بويه في جيش