كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 111 """"""
وأحد عشر شهراً ويومين . ومولده على ما حكاه أبو اسحاق الصابي في سنة ثلاث وثلاثمائة ، فيكون عمره على هذا ثلاثاً وخمسين سنة تقريباً . وكان ملكاً شجاعاً مقداماً ، قوى القلب ، صليب العود ، أبي النفس ، إلا أنه كان في أخلاقه شراسة ، وكانت إحدى يديه مقطوعة . وقد ذكرنا سبب قطعها مما تقدم ، وقيل في قطعها غير ذلك . ومعز الدولة هذا هو الذي أحدث السُّعاة ، ورتب لهم الجرايات الكثيرة لأنه أراد أن يصل خبره إلى أخيه ركن الدولة سريعاً ، فنشأ في أيامه فضل ، مرعوش ، وفاقا جميع السعاة ، وكان الواحد منهم يسير في اليوم الواحد نيفاً وأربعين فرسخا ، وكان أحدهما ساعي السنُّية ، والآخر ساعي الشيعة .
أولاده : عز الدولة أبو منصور بختيار مشيد الدولة أبو حرب حبشي . عمدة الدولة أبو إسحاق إبراهيم أبو طاهر محمد .
وزراءه : أول من وَزَرَ له أبو الحسن أحمد بن محمد الرازي ، وكان يخاطب بالأستاذية إلى أن توفي بالأهوز في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة . فاستوزر أبا جعفر محمد بن أحمد بن يعلى الصيمري . وكان شجاعاً حسن الآثار إلى أن توفي في ليلة الإثنين لست خلون من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين ، فاستوزر أبا محمد الحسن ينت محمد المهلبي من ولد قبيصة بن المهلب ، وخوطب بالأستاذية مدة ، ثم خوطب بالوزارة إلى أن توفي سنة اثنتين وخمسين ، فلم يستوزر بعده أحداً .
حجابه : مكلى التركي إلى أن قتل في وقعة ناصر الدولة ، فاستحجب ينال كوشه التركي ، ثم قبض عليه ، واستحجب الحاجب الكبير سبكتكيز التركي ، فطالت يده ، وتجاوز حدَّ الحجَّاب إلى حد الأولاد ، وقاد جميع جيوشه ، ونعت بالاسفهسلارية ، وكانت إقطاعاته في كل سنة عشرة ألاف ألف درهم ، فأقام إلى أن توفي معز الدولة ، فهذه الطبقة الأولى من بني بويه قد كرناها .
فنذكر الطبقة الثانية منهم .
ذكر أخبار عز الدولة بختيار
هو أبو منصور بختيار تن معز الدولة بن بويه . كان والدة معز الدولة قد عقد له الأمر من بعده في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر المحرم سنة أربع وأربعين

الصفحة 111