كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 112 """"""
وثلاثمائة ، وبايع له الأجناد ، ولقبه المطيع في يوم الإثنين لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين . ثم جلس في السلطنة بعد وفاة أبيه في يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة . والله أعلم بالصواب .
ذكر ما كان من الحوادث في أيام عز الدولة بختيار
هو أبو منصور بختيار بن معز الدولة بن بويه . كان والده معز الدولة قد عقد له الأمر من بعده في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر المحرم سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، وبايع له الأجناد ، ولقبه المطيع في يوم الإثنين لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين . ثم جلس في السلطنة بعد وفاة أبيه في يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة . واللَّه أعلم بالصواب .
الحوادث أيام عز الدولة بختيار كان أبوه قد أوصاه بطاعة عمَّه ركن الدولة ، واستشارته في جميع ما يفعله ، وأوصاه أيضاً بطاعة عضد الدولة بن عمه لأنه أكبر منه سناً ، وأقوم بالسياسة ، ووصاه بتقرير كاتبيه أبي الفضل العباس ابن الحسن ، وأبي الفرج محمد بن العباس ، وبالحاجب سُبُكتكين ، فخالف جميع وصاياه ، واشتغل باللعب واللهو ، وعشرة النساء ، والمساخر ، والمغنِّين ، وشرع في إيحاش كاتبيه ، والحاجب ، فاستوحشوا ، وانقطع الحاجب عنه ، ولم يحضر داره ، ونفي أكابر الَّديلم عن مملكته شرها في إقطاعاتهم وأموالهم ، وأبعد المتصلين بهم ، فاتفق أصاغرهم ، وطلبوا الزيادات ، فاضطر إلى مرضاتهم ، واقتدى بهم الأتراك ، وخرج الديلم إلى الصحراء ، وطالبوا بختيار بإعادة من أسقطه منهم ، فاضطر إلى إجابتهم لتغير الحاجب سُبكتكين عليه ، وفعل الأتراك مثل فعلهم ، واتصل خبر وفاة معز الدولة بكاتبه أبي الفرج محمد بن العباس ، وهو يتولَّى أمر عمان ، فسلمها لنواب عضد الدولة ، وسار نحو بغداد ، وإنما فعل ذلك لأن بختيار لما ملك بعد وفاة أبيه انفرد أبو الفضل بالنظر في الأمور ، فخاف أبو الفرج أن يستمر انفرد أبو الفضل النظر بالأمور ، فخاف أبو الفرج أن يستمرانفراده عنه ، فسلم عمان إلى نواب عضد الدولة لئلا يؤمر بالقيام بها لحفظها وصلاحها ، ولما وصل إلى بغداد لم يتمكن مما أراد ، وانفرد أبو الفضل بالتدبير دونه .
ذكر خروج مشيد الدولة حبشي بن معز الدولة على أخيه عز الدولة
وفي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة عصي حبش على أخيه ، وكان بالبصرة ، فسير إليه وزيره أبا الفضل العباس ، وأمره بأخذه كيف أمكن ، فسار الوزير ، وأظهر أنه يريد الإنحدار إلى الأهواز ، فلما بلغ واسط أقام بها ليصلح أمرها ، وكتب إلى حبشي يعده أن يسلم إليه البصرة سلماً ، ويصالحه عليها ، وقال : إنني قد لزمني مال على الوزارة ، ولا بد من مساعدتي . فأنفذ إليه حبشي مائتي ألف درهم ، وتيقن حصول البصرة له ،

الصفحة 112