كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 114 """"""
إدلال جنده عليه ، واطراحهم لجانبه ، وشغبوا عليه مرة بعد مرة ، فتعذر عليه الفرار ، ولم يجد وزيره جهة يحتال منها ، فتوجَّه إلى الموصل في هذه السنة ، ليستولي عليها من أبي تغلب بن حمدان ، فلم يفتح عليه بطائل ، ولم يحصل له من المال ما يسد به الخلة ، فرجع ، وقصد الأهواز ليتعرض إلى واليها بختكين أزاذرويه ، ويعمل له حجة يأخذ منه مالاً ومن غيره ، فسار بختيار ، وتخلف عنه سبكتكين ببغداد ، فلما وصل إلى الأهواز خدم واليها بختيارا ، وبذل من نفسه الطاعة ، وحمل إليه أموالأً حليلة ، وبختيار ، وتخلف عنه سبكتكين ببغداد ، فلما وصل إلى الاهواز خدم واليها بختيارا ، وبذل من نفسه الطاعة ، وحمل إليه أموالاً جليلة ، وبختيار مع هذا يفكر في طريق يأخذه بها ، فاتفقت فتنة الأتراك والديلم ، وكان سببها أن بعض الديلم نزل دارا بالأهواز ، ونزل بعض الأتراك بالقرب منه ، وكان هناك لبن موضوع ، فأراد غلام الديلمي ، أن يبني به معلفاً للدواب ، فمنعه غلام التركي ، فتضاربا ، وخرج كل من الدَّيلمي ، أن يبني به معلفاً للدواب ، فمنعه غلام التركي ، فتضاربا ، وخرج كل من الدَّيلمي والتركي لنصرة غلامه ، فضعف التركي عنه ، فركب ، واستنصر بالأتراك ، فركبوا ، وركب الديلم ، وأخذوا السلاح ، فقتل بعض قواد الأتراك ، فطلب الأتراك بثأر صاحبهم ، وقتلوا من الديلم قائداً ، وخرجوا ظاهر البلد ، واجتهد بختيار في تسكين الفتنة ، فعجز عن ذلك ، فجمع الديلم ، واستشارهم فيما يفعله ، وكان أذناً ، فأشاروا عليه بقبض رؤساء الأتراك ، فأحضر أزاذرويه ، وكاتبه سهل بن بشر ، وسباشي الخوارزمي ، وبكتيجور ، وكان حمواً لسبكتكين ، فقيدهم ، وأطلق أيدي الديلم في الأتراك ، فنهبوا أموالهم ودوابهم ، وقتل بينهم قتلى ، فهرب الأتراك ، وأخذ بختيار أقطاع سبكتكين ، وأمر فنودي في البصرة بإباحة دم الأتراك . واللَّه أعلم بالصواب .
ذكر حيلة لبختيار عادت إليه
كان بختيار قد واطأ والدته ، وإخوته أنه إذا كتب إليهم بالقبض على الأتراك يظهرون أن بختيارا قد مات ، ويجلسون للعزاء ، فإذا حضر سُبكتكين عندهم قبضوا عليه ، فلما قبض على الأتراك كتب إليهم على أجنحة الطيور بذلك ، عندها أوقفوا الصراخ في داره ، وأشاعوا موته ظناً منهم أن سُبُكتكين يحضى إلى عندهم ساعة يصل إليه الخبر ، فلما سمع الصراخ أرسل يتعرف الخبر ، فأعلموه ، فأرسل يسأل عن الذي أخبرهم ، وكيف أتاهم الخبر ، فلم يجد نقلاً يتق القلب به ، فارتاب لذلك ، ثم وصلت رسل الأتراك بما جرى عليهم ، فعلم أن ذلك مكيدة ، ودعاه الأتراك إلى أن يأتمر عليهم فتوفق ، وأرسل إلى أبي إسحاق إبراهيم بن معز الدولة يعلمه أن الحال قد فسد بينه ، وبين أخيه ، فلا يرجى صلاحه ، وأنه لا يرى العدول عن طاعة والدته ، فمنعته منه ، فركب سبكتكين في الأتراك ، وحصر ديار بختيار يومين ، ثم أحرقها ودخلها ، وأخذ أبا

الصفحة 114