كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 118 """"""
العميد : فإن أجاب إلى ذلك ، وإلا فقل له : أيها السيد الوالد أنت مقبول الحكم والقول ، ولكن لا سبيل إلى إطلاق هؤلاء القوم بعد مكاشفتهم ، وإظهار العداوة ، وسيقاتلونني بغاية ما يقدرون عليه ، فتنتشر الكلمة ، ويختلف أهل هذا البيت أبداَ فإن قبلت ما ذكرته ، فأنا العبد الطائع ، وإن أبيت وحكمت بانصرافي ، فإنني سأقتل بختياراً وإخوته ، وأقبض على كلِّ من اتهمه بالميل إليهم ، وأخرج عن العراق ، وأترك البلاد سايبةً ليدبَّرها من اتفقت له ، فخاف ابن العميد أن يسير بهذه الرسالة ، وأشار أن يسير غيره بها ، ويسير هو بعده ، ويكون كالمشير على ركن الدولة بأجابته إلى ما طلب ، فأرسل عضد الدولة رسولاً غيره ، وسير بعده ابن العميد على الجمَّازات ، فلما حضر الرسول عند ركن الدولة ، وذكر بعض الرسالة ، ووثب إليه ليقتله ، فهرب من بين يديه ، ثم ردَّه بعد أن سكن غضبه ، وقال : قل لفلان يعني عضد الدولة وسماه بغير اسمه ، وشتمه : خرجت إلى نصرة ابن أخي ، أو الطمع في ملكه ؟ أما عرفت أني نصرت الحسن بن الفيرزان ، وهو غريب مني ، مراراً كثيرة أخاطر فيها بملكي ونفسي ، فإذا ظفرت أعدت له بلاده ، ولم أٌقبل منه ما قيمته درهم واحد ، كلَّ طلباً لحسن الذكر ، ومحافظة على الفتوة ، تريد أن تمنَّ على بدرهمين أنفقتهما على ، وعلى أولاد أخي ، ثم تطمع في ممالكهم ، وتهددني بقتلهم ؟ فعاد الرسول ، ووصل ابن العميد ، فحجبه ركن الدولة ، وتهدَّده بقتلهم ؟ فعاد الرسول ، ووصل ابن العميد ، فحجبه ركن الدولة ، وتهدَّده بالهلاك ، وأنفذ إليه يقول : والَّله لا تركتك وذلك الفاعل يعني عضد الدولة تجتهدان جهدكما ، ثم لا أخرج إليكما إلا في ثلثمائة جمَّازة ، وعليها الرجال ، ثم أثبتوا إن شئتم ، فوالَّله لا أقاتلكما إلا بأقرب الناس إليكما ، وكان ركن الدولة يقول : يا أخي هكذا ، أضمنت لي أن تحفظ في ولدي ، ثم أن الناس سعوا لإبن العميد هذه الرسالة ليجعلها طريقاً إلى الخلاص من عضد الدولة ، والوصول إليك لتأمر بما نراه ، فأذن له في الحضور عنده ، واجتمع به وضمن إعاده بختيار عضد الدولة إلى فارس ، وتقريربختيار ، فردّه إلى عضد الدولة فعرّفه جليَّة الحال ، فأجاب عضد الدولة إلى العود إلى فارس ، وأعاد بختيار ، وخلع عليه ، وشرط عليه أن يكون نائياً عنه بالعراق ، ويخطب له ، وجعل أخاه أبا إسحاق أمير الجيش ، وردَّ عليهم جميع ما كان لهم ، وسار إلى فارس في شوال من السنة ، وأمر أبا الفتح بن العميد وزير أبيه أن يلحقه بعد ثلاثة أيام ، فلما سار عضد الدولة أقام ابن العميد عند بختيار ، وتشاغلا باللذات ، واتفقا في