كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 119 """"""
الباطن أنه إذا مات ركن الدولة سار إليه ووزر له ، فاتصل ذلك بعضد الدولة ، وكان سبب هلاك ابن العميد ، واستقر بختيار ببغداد ، ولم يف لعضد الدولة ، ولما ثبت ملك بختيار أنفذ ابن بقية من خلفه له ، وحضر عنده ، وأكد الوحشة بينه وبين عضد الدولة ، واستمال ابن بقية الأجناد إليه ، وجبى كثيراً من الأموال إلى خزائنه ، وقوى أمره . هذا ما كان من أمر بختيار . بب هلاك ابن العميد ، واستقر بختيار ببغداد ، ولم يف لعضد الدولة ، ولما ثبت ملك بختيار أنفذ ابن بقية من خلفه له ، وحضر عنده ، وأكد الوحشة بينه وبين عضد الدولة ، واستمال ابن بقية الأجناد إليه ، وجبى كثيراً من الأموال إلى خزائنه ، وقوى أمره . هذا ما كان من أمر بختيار .
وأما ما كان من أمر الفتكين فإنه سار إلى التتار ، واستولى على دمشق ، وأخذها من ريان خادم المعزِّ لدين الَّله العلوي صاحب مصر ، وخطب بها للطائع للَّه في شعبان ، وأقطع البلاد ، وكثر جمعه ، وتوفَّرت أمواله ، وكاتب المعزَّ بالانقياد إليه ، فطلبه إلى الحضور عنده ليخلع عليه ، فلم يجبه ، فتجهز المعزُّ وقصده ، فمات ، وولى بعده العزيز ، فطمع الفتكين ، واستولى على بعض بلاد الساحل ، فجهز إليه العزيز العساكر مع جوهر ، فحصر دمشق ، فاستنجد الفتكين بالحسن بن أحمد القرمطي ، فأتاه ، ففارق جوهر البلد بعد أن أقام عليها سبعة أشهر ، فتبعه الفتكين والقرامطة ، فأدركوه بظاهر الرملة ، فاقتتلوا ، ثم حصل اتفاقهم على تخلية سبيل جوهر ، فسار إلى مصر ، فخرج العزيز بجموعه ، وقاتل الفتكين وأسره ، وأحسن إليه ، ونقله معه إلى مصر ، وأنزله عند قصره ، وحكمه في دولته ، فتكبر على وزيره يعقوب بن كلس ، فوضع عليه من سقاه سماً ، فمات . والله أعلم .
ذكر مقتل عز الدولة بختيار بن معز الدولة وشيء من أخباره
كان مقتله في ثامن عشر شوال سنة سبع وستين وثلثمائة ، وسبب ذلك أنه كان بينه ، وبين ابن عمِّه عضد الدولة بن ركن الدولة ما قدمناه ، وقام عمه ركن الدولة في نصرته حتى أعاده ، فلما مات ركن الدولة في سنة ست وستين سار عضد الدولة إلى العراق وكان بينه وبين بختيار واقعة ، واصطلحا بعد ذلك ، ثم سار عضد الدولة في هذه السنة ، واستولى على بغداد كما نذكره إن شاء اللَّه تعالى في أخباره ، وخرج بختيار من بغداد بما زوده به عضد الدولة ، وقصد الشام ، ومعه حمدان بن ناصر الدولة بن حمدان ، فلما صارا بعكبرا حسَّن له حمدان قصد الموصل ، وأطعمه فيها ، وقال : هي خير من الشام وأسهل ، فسارا نحو الموصل ، وأطعمه فيها ، وقال : هي خير من الشام وأسهل ، فسارا نحو الموصل ، وكان عضد الدولة قد حلّفه أنه لا يقصد ولاية أبي تغلب بن حمدان لمودة كانت بينهما ، فنكث وقصدها ، فلما صار إلى تكريت أتته رسل أبي تغلب تسأله أن يقبض على أخيه حمدان ، ويسلمه إليه ، وإذا فعل ذلك سار معه بنفسه وعساكره إلى العراق ، وقاتل عضد الدولة ، وأعاده

الصفحة 119