كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 12 """"""
مرداويج رهينة عن أخيه عماد الدولة ، فإنه كان قد بذل من نفسه الطاعة لمرداويج ، ورهن عنده أخاه ، فلما قتل مرداويج بذل للموكلين به مالا ، فأطلقوه ، فهرب إلى أخيه عماد الدولة بفارس .
ذكر ما فعله الأتراك بعد قتل مرداويج
قال : ولما قتلوه تفرقوا على قزوين ، ففرقة سارت إلى عماد الدولة بن بويه بفارس ، وفرقة سارت نحو الجبل مع بجكم ، وهي أكثرها ، فنجبوا الأموال ، وخراج الدينور وغيرها ، وصاروا إلى النهران ، فكاتبوا الخليفة الراضي بالله في المسير إلى بغداد ، فإذن لهم ، فدخلوا ، فظن الحجريّة أن ذلك مقلة بذلك ، وأطلق لهم مالا ، فلم يرضوا به ، وغضبوا فكاتبهم ابن رائق ، وهو بواسط ، وله البصرة ، فاستدعاهم فمضوا إليه ، وقدم عليهم بجكم وأمره بمكاتبة الأتراك والديلم أصحاب مرداويج ، فكاتبهم ، فقدم منهم عدة ، فأحسن إليهم ، وأمره أن يكتب إلى الناس في كتبه بجكم الرائقي ، وكان من أمر بجكم ما قدمناه في أخبار الدولة العباسية .
وفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة أرسل وشمكير جيشا كثيفا من الري إلى أصفهان ، وبها ركن الدولة بن بويه ، فأزالوه عنها ، وخطبوا لوشمكير ، وسار وشكمير إلى قلعة ألموت ، واستولى عليها ، ودامت أيام وشمكير إلى سنة سبع وخمسين .
ذكر وفاة وشمكير
كانت وفاته في المحرم سنة سبع وخمسين وثلاثمائة . وذلك أنه ركب للصيد ، فعارضه خنزير قد رمى بحربه ، وهي ثابتة فيه ، فحمل الخنزير عليه ، وهو غافل ، فضرب الفرس الذي تحته فشبّ به ، فألقاه إلى الأرض ، فخرج الدم من انفه وآذنيه ، فمات . وكانت مدة ملكه أربعا وثلاثين سنة تقريبا ، ولما مات قام بالأمر بعده ابنه بهشيتون .