كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 128 """"""
والتاجي في التاريخ إلى غير ذلك ، وعمل المصالح العامة في سائر البلاد كالبمارستان والقناطر ، فمن جملة ما عمره : المدينة التي سماها كرد فناخسرو ، وهي على دون الفرسخ من شيراز ، وساق إليها الماء من عين كانت على أربع فراسخ منها ، وبدأ بالعمارة في يوم الأحد لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة أربع وخمسين وثلثمائة ، قال الصابي : بلغت النفقة عليها عشرين ألف ألف درهم ، من غريب عمائره : السكر الذي أنشأه على النهر المعروف بالكر . اصطخر ، وحرمه على عشرة فراسخ من قصبة شيراز ، وهو شادروان عظيم ، ينحط الماء من رؤوس الجبال ويجتمع عليه ، وينحط إلى أغوار كانت فقارا ومهامه ، فلما تم له ذلك بني في تلك الأراضي ثلثمائة قرية ، ونقل إليها الفلاحين ، وسماها رستاق فناخسرو ، وصار في مقدار خراج بلاد فارس . قال الصابي : وانتهت النفقة عليه ألفي ألف دينار ، واجتمع لعضد الدولة من المماليك سجستان ، وكرمان ، وجرجان ، وطبرستان ، والري وأصفهان ، وهمذان ، وسائر بلاد أذربيجان ، وبلاد فارس ، وعمان ، والعراق ، والموصل ، وديار مصر ، وديار بكر ، والجزيرة ، وكان مع ما فعله من الخير والبر أحدث في آخر أيامه رسوماً جائرة في المساحة ، والضرائب ، وكان يتوصل إلى أخذ المال بكل طريق ، وكان يرفع إليه من الأعمال في كل سنة بعد ما رتَّبه من الصلات ، والإدارات ، وجهات البر إثنان وثلاثون ألف ألف دينار .
أولاده : شرف الدولة أبو الفوارس شيرزيل ، صمصام الدولة أبو كاليجار المرزيان ، بها الدولة أبو نصر خسرو فيروز ، وقيل فيروزشاه ، تاج الدولة أبو الحسين أحمد ، وهو أديب آل بويه ، أبو طاهر فيروزشاه ، أبو دلف سهلان توفي في حياته .
وزراؤه : الأستاذ الجليل أبو القاسم المطهر بن عبد الَّله إلى أن قتل نفسه في سنة تسع وستين ، وهو يحاصر البطيحة ، وبهاء الحسن بن عمران بن شاهين ، فاستوزر الأستاذ أبا منصور نصر بن هارون النصراني الشيرازي المشهور بعلو الطبقة في الحساب .
حجابه : أبو على اليتمى ، أبو حرب طغان ، أبو الفتح الظفر ابن محمود ، أبو القاسم سعد بن محمد الشاسي وغيرهم . فلنذكر بقية من في طبقة عضد الدولة .