كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 129 """"""
ذكر أخبار مؤيد الدولة أبي منصور بويه ابن ركن الدولة بن بويه
كان مؤيد الدولة شقيقاً لعضد الدولة ، وأمهما جارية تركية ، وكان نائباً عن أبيه بأصفهان عند خروج عضد الدولة منها إلى بلاد فارس ، فلما توفي والده مضى إلى الري ، وأصفهان ، وكان لا يبرم أمراً إلا برأي أخيه عضد الدولة ، ولما وقع بين عضد الدولة وبين أخيه فخر الدولة ما ذكرناه ، وأخذ بلاده من يده سلمها لمؤيد الدولة نيابة عنه ، وندبه إلى المسير إلى طبرستان ، وجرجان لإنتزاعهما من يد قابوس بن وشمكير ، فسار إليهما ، وانتزعهما منه ، ثم اتفقت وفاة عضد الدولة ، وأقام مؤيد الدولة بعده في البلاد إلى أن توفي بجرجان في شعبان سنة ثلاث وسبعين وثلثمائة ، فكانت مدة ملكه بعد وفاة أبيه سبع سنين ، وستة أشهر ، وأياماً .
ولده : أبو النصر .
وزراؤه : ذو الكفايتين أبو الفتح بن العميد إلى أن قبض عليه بأمر أخيه عضد الدولة كما ذكرناه ، وقطع يده ، وأنفه ، ثم قتله بعد مصادرته ، واستوزره بعده الصاحب الجليل أبا القاسم إسماعيل بن عباد ، وكان يلبس القباء استخفافاً بالوزارة ، وانتسابا إلى الجندية ، وإنما عرف ابن عباد بالصاحب لصحبته لإبن العميد .
ذكر أخبار فخر الدولة وفلك الأمة أبي الحسن على بن ركن الدولة بن بويه
وفخر الدولة هذا هو أوسط أولاد ركن الدولة يلي عضد الدولة في السن ، وأمه ابنهة الحسن بن الفيرزان أحد ملوك الديلم ، فجمع المملكة من الطرفين ، وكان والده ركن الدولة قد جعل له همذان ، والدينور ، والأيغارين ، ونهاوند ، وما والى ذلك من بلاد الجبل . ولما وقع بينه وبين أخيه عضد الدولة ما ذكرناه من ميله مع ابن عمه عز الدولة بختيار على أخيه عضد الدولة ، أرسل عضد الدولة جيشاً مع أبي الفتح المظفر الحاجب ، وتلاه بجيش آخر . ثم عززهما بجيش ثالث ، ثم سار هو بنفسه ، فالتحق به بعض أصحاب فخر الدولة ، وكاتبه عبيد اللَّه بن محمد حمدويه ، فعلم فخر الدولة أنه لا قبل له بما دهمه ، ففارق بلاده ، وسار في خواص غلمانه

الصفحة 129