كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 13 """"""
ذكر ملك ظهير الدولة بهشيتون بن وشمكير
وهو الرابع من ملوك الدولة الديلمية الجيلية . ملك ما كان في مملكة أبيه بعد وفاته ، وذلك في المحرم سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، قال : ولما ملك صالح ركن الدولة بن بويه ، فأمدَّه بالخيل ، والمال ، والرجال ، وكان وشمكير قد قصد ركن الدولة ، وأتته العساكر من قبل الأمير منصور بن نوح الساماني ، وكتب إلى ركن الدولة يهدده ويسبه في كتابه ، ويقول : والله إن ظفرت بك لأفعلن ، ولأصنعن ، فلم يجسر الكاتب أن يقرأه على ركن الدولة ، فقرأه هو ، وقال للكاتب اكتب إليه : أما تهددك ، فو الله لئن ظفرت بك لأعاملنك بضد ما كتبت ، ولأحسنن إليك ، ولأكرمنك ، فلما مات استقر الصلح بين ظهير الدولة ، وركن الدولة ، ودامت أيام بهشيتون إلى سنة ست وستين وثلاثمائة ، فتوفي بجرجان ، وكانت مدة ملكه تسع سنين وشهورا ، ولما مات ملك بعده أخوه .
ذكر ملك شمس المعالي قابوس بن وشمكير
وهو الخامس من ملوك الدولة الديلمية الجيلية . كان مالكه بعد وفاة أخيه بهشيتون في سنة ست وستين وثلاثمائة ، وكان عند وفاته عند خاله بجبل شهريار ، وخلف بهشيتون ابنا صغيرا بطبرستان مع جده لأمه ، فطمع جده أن يأخذ الملك ، فبادر إلى جرجان ، فرأى بها جماعة من القواد قد مالوا إلى قابوس ، فقبض عليهم ، وبلغ قابوس الخبر ، فسار إلى جرجان ، فلما قاربها خرج جيش إليه ، واجتمعوا عليه ، وأطاعوه ، وملكوه ، فهرب من كان مع ابن يهشيتون ، وتركوه فأخذه عمه قابوس وكفله ، وجعله أسوة أولاده ، واستولى على جرجان ، وطبرستان ، ودام ملكه إلى أن خلع ، وقتل ، على ما سنذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر خلع قابوس بن وشمكير وقتله وولاية ابنه ملك المعالي منوجهر
وفي سنة ثلاث وأربعمائة خلع شمس المعالي قابوس بن وشمكير ، فكانت مدة ملكه سبعا وثلاثين سنة ، وكان سبب خلعه أنه مع ما كان فيه من الفضائل الجمّة ،

الصفحة 13