كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 130 """"""
إلى هوسم من بلاد الجبل ، والتحق بعلي بن الحسين العلوي ، ثم انتقل من هوسم إلى جرجان ، والتجأ إلى قابوس بن وشمكير ، وكان عنده مكرماً إلى أن توفي عضد الدولة ، ثم توفي مؤيد الدولة بجرجان ، فضبطها الصاحب بن عباد بالعساكر ، وجمع القواد واستشارهم ، وقرر الأمر لفخر الدولة ، ثم خاف افتراق الأجناد ، فأجلس أبا العباس خسرو فيروز على سرير المملكة ، وكاتب فخر الدولة سراً يستدعيه ، فسار عن نيسابور إلى جرجان ، فدخل الصاحب على خسرو فيروز ، وقال له : هذا أخوك ، وأكبر منك قد وصل ، وميل الأجناد إليه أكثر من ميلهم لك ، وحسَّ له الخروج للقائه ، فخرج إليه ، وتلقّاه ، وتسلَّم فخر الدولة الملك ، وبالغ في إكرام الصاحب ، وعرف له حقَّ جميله ، وحسن تدبيره ، ونعته بكافي الكفاءة ، مضافاً إلى الصاحب الجليل ، واحتوى فخر الدولة على ممالكه التي كانت بيده ، وما كان بيد أخيه مؤيد الدولة ، ومملكة قابوس بن وشمكير ، ودخل أخوه خسروفيروز في طاعته ، ثم سأل فخر الدولة الخليفة الطائع للَّه أن يضيف إلى نعته نعتاً آخر ، فنعته بفلَلَك الأمّة ، واستمر في المالك إلى أن توفي في شعبان سنة سبع وثمانية وثلثمائة ، فكانت مدة ملكه الأول منذ وفاة والده إلى أن انهزم من أخيه عضد الدولة ثلاث سنين وشهوراً ، ومملته الثانية من شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين إلى شعبان سنة سبع وثمانين أربعة عشر سنة تقريباً ، وكان شاعراً بارعاً ، فمن شعره ما ذكره الثعالبي :
أدر الكأس علينا . . . أيها الساقي لنشرب
من شمول مثل شمس . . . في فم الندمان تغرب
شربت منها فحالت . . . قمرا يلثم كوكب
ورد خديها جنُّى . . . لكن الناطور عقرب
فإذا ما لذعت فال . . . بريق درياق مجرّب
وكان له من الأولاد : مجد الدولة أبو طالب رستم . شمس الدولة أبو طاهر صاحب همذان . عين الدولة أبو شجاع بويه . أبو منصور صاحب أصفهان .

الصفحة 130