كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 131 """"""
وزراؤه : أبو عمر سيد بن المرزبان إلى أن نكبه ، واستوزر عبيد الَّله بن محمد بن حمدويه إلى أن استأمن إلى عضد الدولة ، ثم استوزر الصاحب الجليل كافي الكفاة أبا القاسم بن عياد إلى أن توفي صفر سنة خمس وثمانين وثلثمائة ، ولم ير أحد سعد بن وفاته كما كان في حياته غيره ، وذلك أنه لما توفي غلَّقت له مدينة الري ، واجتمع الناس على باب قصره ، حضر فخر الدولة ، وسائر القواد مشاة مغيّري الزيّ ، فلما خرج نعشه من الباب صاح الناس بأجمعهم صيحة واحدة ، وقبّلوا كلهم الأرض ، ومشي فخر الدولة فيها ، وجلس العزاء أياماً ، واستوزر بعده أبا على حموله .
هذه الطبقة الثانية من بني بويه ، فلنذكر الطبقة الثالثة :
ذكر أخبار مجد الدولة ، وكنف الأمة أبي طالب رستم بن فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه
لما توفي والده فخر الدولة اجتمع الأجناد على تولية ولده المذكور ، ونعته القادر باللَّه بهذين النعتين ، وكان عمره عند وفاة أبيه أربع سنين ، فدبّرت والدته ابنة المرزبان المعروف بالسلار الأمر ، ثم بلغ مبلغ الرجال ، فلم يكن له من اللذات غير التمتع بالنساء ، والنظر في الدفاتر ، والإشتغال بالعلوم ، ثم توفيت أمه ، فورد محمود بن سبكتكين ، فقبض عليه ، ثم استولى بعد ذلك ابنه أبو كالنجار على الري إلى أن أتته الغزّ في سنة اثنين وثلاثين وأربعمائة ، فاستولوا على الري وتحصن هو بقلعة طبرك ، ثم استنزل منها ، وأما شمس الدولة أبو طاهر بن فخر الدولة ، فإنه كان على أيام أخيه بهمذان ، ثم استولى على الجبل ، وتوفي في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، وقام بعده ابنه سماء الدولةز ولنرجع لأخبار عضد الدولة ونجعل التراجم لمن ملك العراق وخدم الخلفاء ، ونورد في أخبار وقائع من سواه :