كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 132 """"""
ذكر أخبار صمصام الدولة
وهو أبو كالنجار المرزبان بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه .
ولما توفي عضد الدولة اجتمع القّواد والأمراء على ولده أبي كالنجار المرزبان ، فبايعوه ، وولّوه الإمارة ، وركب الخليفة الطائع للَّه ، وعزاه ، ولقبه ، وقال له : نضر الَّله وجه الماضي ، وجعلك الخلف الباقي ، وصيّر التعزية بعده لك لابك ، والخَلَف عليك لا منك . قال : ولما رجع خلع على أخويه أبي الحسين أحمد ، وأبي طاهر فيروز شاه وأٌطعهما فارس ، وأمرهما بالجد في المسير ليسبقا أخاهما شرف الدولة أبا الفوارس شيرذيل إلى شيراز ، وكان عند وفاة أبيه بكرمان ، فلما وصلا إلى أرّجان أتاهما الخبر بوصول شرف الدولة إلى شيراز ، فعاد إلى الأهواز ، وملك شرف الدولة بلاد فارس ، وقبض على نصربن هارون النصراني وزير أبيه ، وقتله لأ ، ه كان يسيء صحبته أيام أبيه ، وخطب صمصام الدولة ، وأظهر مشافقته ، وفرَّق الأموال ، وجمع الرجال ، وملك البصرة ، وأقطعهما أخاه أبا الحسين ، فلما اتَّصل ذلك بصمصام الدولة سيَّرجيشاً ، واستعمل عليهم الأمير أبا الحسن على بن ونقش حاجب عضد الدولة ، فجهز تاج الدولة عسكراً ، واستعمل عليهم أبا الأعز دبيس بن عفيف الأسدي ، فالتقيا بظاهر قُرقوب ، واقتتلوا ، فانهزم عسكر صمصام الدولة ، وأسر ابن ونقش مقدم الجيش ، فاستولى حينئذ أبو الحسين بن عضد الدولة على الأهواز ، ورامهرمز وطمع في الملك ، وكانت هذه الواقعة في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين ، وفي سنة خمس وسبعين وثلثمائة ملك شرف الدولة الأهواز من أخيه أبي الحسين ، وملك البصرة من أخيه أبي طاهر ، وقبض عليه ، فراسله أخوه صمصام الدولة ، فاستقر الأمر على أن يخطب لشرف الدولة بالعراق قبل صمصام الدولة ، وفي خلال مسير الرسل وعودهم ملك شرف الدولة واسط ، وغيرها ، وكاتبه القواد ، فرجع عن الصلح ، وعزم على قصد بغداد . واللَّه أعلم .
ذكر ملك شرف الدولة أبي الفوارس شيرذيل بن عضد الدولة العراق والقبض على صمصام الدولة
وفي سنة ست وسبعين وثلثمائة سار شرف الدولة من الأهواز إلى واسط ، وملكها ، فاستشار صمصام الدولة أصحابه في قصد أخيه شرف الدولة ، فنهوه عن

الصفحة 132