كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 133 """"""
ذلك ، وحذروه منه ، فلم يرجع إليهم ، وسار في طيار إليه ، فلما وصل إليه لقيه شرف الدولة ، وأكرمه ، وطيب قلبه ، ثم قبض عليه بعد قيامه من عنده ، وأرسل إلى بغداد من احتاط على دار الملكة ، وسار فوصل إلى بغداد في شهر رمضان ، ونزل بالشقيقى ، ومعه صمصام الدولة ، ثم سيره إلى بلاد فارس ، واعتقله بقلعة هناك ، فكانت إمارة صمصام الدولة بالعراق ثلاث سنين وأحد عشر شهراً . وكان صمصام الدولة كريم النفس ندَّى الكف إلا أنه كثرت في أيامه الخوارج ، وعنم الغلاء ، فاستنفذ ذلك أمواله ، ولم يتعدَّ أمره العراق .
وزراؤه : أول من وزر له . أبو عبد الَّله الحسين بن أحمد بن سعدان ثماينة عشر شهراً ، فاعتقله ، ثم اشترك في الوزارة بين أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف ، وأبي الحسن بن برمويه ، وكان قد أخصاه بعد أولاده إلياس بن كرمان ، فأقاما شهرين ، ويومين بعد أن انفرد عبد العزيز بالوزارة ثلاثة أشهر ، واتفقت فتنة ، فانهزم عبد العزيز إلى الأهواز ، وقتل ابن برمويه ، وفيها يقول بشير بن هارون :
وزارة قد أثخنت كل عين . . . مقسومة الرتبة في ساقطين
هذا بلا ذقن ولا عارض . . . وذا بلا رأى ولا خصيتين
ومن أعاجيب أحاديثنا . . . ما ذكره قد شاع في الخافقين
أنا نرى الخصى بلا لحية . . . والناقص المجبوب ذا لحيتين
ثم استوزر بعدهما الأستاذ أبا الريان أحمد بن محمد سبعة أشهر ، وتسعة أيام ، وقبض عليه ، وقتله ، ثم استوزر أبا عبد اللَّه بن الهيثم ، وأبا الفتح محمد بن فارس شركة ، فأقاما بقية أيامه إلى أن ملك شرف الدولة ، فقبض على أبي الفتح ، وصادره ، وإعاد بن الهيثم إلى ديوان النفقات . واللَّه أعلم بالصواب .
ذكر سمل صمصام الدولة
وفي سنة تسع وسبعين وثلثمائة سُمل صمصمام الدولة ، وكان سببُ ذلك أن نحريراً الخادم ، كان يشير على أخيه شرف الدولة بقتله ، وهو يعرض عن ذلك ، فاتفق أنَّ شرف الدولة اعتَّل ، فقال له نحرير : إن الدّولة مع صمصام الدولة على خطر ، وإذا لم نقتله ، فاسمُله ، فأرسل في ذلك محمداً الشيرازي الفرّاش ، فمات شرف الدولة قبل

الصفحة 133