كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 134 """"""
وصوله إلى صمصام الدولة ، فلما وصل الفرّاش إلى القلعة لم يُقدم على سمله فاستشار أبا القاسم العلاء بن الحسن الناظر هناك ، فأشار بسمله ، فسمله ، فكان صمصام الدولة يقول : ما أعماني إلا العلاء ، فإنه أمضى في حكم سلطان قد مات ، ثم كان لصمصام الدّولة دولة بعد دولة . سنذكرها إن شاء اللَّه تعالى ، ولم يمنعه العمى مما قدر له .
ذكر وفاة شرف الدولة وشيء من أخباره
كانت وفاته ببغداد في مستهل جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وثلثمائة ، وقيل في ثانية ، وكانت علته الأستسقاء وحمل إلى مشهد على ابن أبي طالب رضي اللَّه عنه ، فدفن به ، فكانت إمارته ست سنين ، وسبعة أشهر ملك فيها بغداد سنتين ، وثمانية أشهر ، وكان عمره ثمانياُ وعشرين سنة ، وخمسة أشهر ، ونفذ أمره بين خراسان ، والموصل ، وديار بكر ، والعراق ، وخوزستان ، وفارس ، وكرمان ، وسراة عمان من غير إراقة دم ، ولا إنفاق مال ، وكان يُّحب الخير ، وينفر من الشر ، وأزال عن الناس التأويلات ، والمصادرات ، وكان كريماً سخيَّاً يحب الشعر ويثيب عليه ، قال أبو اسحاق الصابي : وكانت جماله في سفره ثلاثة عشر ألف رأس ، وكان له من المماليك الأتراك ألفان ، ومائتا مملوك ، وكان له من الخدم ستمائة ، ولما اشتدَّت علَّته أرسل ولده أبا علي إلى بلاد فارس ، وأصحبه الخزائن ، والعدد ، وجماعته كثيرة من الأتراك . قال : ولما أيس أصحاب شرف الدّولة منه اجتمع عليه أعيانهم ، وسألوه أن يسند الملك إلى من يراه ، فقال : أنا في شغل عما تدعونني إليه ، ثم مات .
ولده : الأمير أبو علي .
وزرآؤه : أبو القاسم العلاء بن الحسن ، ثم اعتقله مدة وأطلقه وستنبابه ببلا فارس . واستوزر أبا محمد علَّي بن العباس ، واستوزر بعده أبا منصور محمد بن الحسن بن صالحان إلى أن توفي رحمه الله .
ذكر ملك بهاء الدولة وضياء الملة
هو أبو نصر خسرو فيروزبن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه ملك بعد وفاة أخيه شرف الدّولة في ثاني جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وثلثمائة ، وكان