كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 135 """"""
سبب ملكه أنه لما مرض شرف الدّولة أشير عليه أن يستنيبه إلى أن يشفى من مرضه ، فاستنابه ، فقبل النيابة بعد امتناع منه ، فلما مات شرف الدولة جلس بهاء الدولة للعزاء ، وركب الطائع إليه ، وعزاه ، وخلع عليه السلطنة ، وأقر أبا منصور الحسن بن صالحان على وزارته .
ذكر قيام صمصام الدولة ببلاد فارس
قد ذكرنا ما كان من أمره ، والقبض عليه ، وسمله ، فلما مات شرف الدولة إضطرب أمر الديلم ، ووقع بينهم وبين الأتراك ، فأنزلوا صمصام الدولة من قلعة شيراز ، وحمله غلامه سعادة على كتفه ، وبايعه الديلم ، وانقادوال لأمره ، فعند ذلك بايع الأتراك أبا على بن شرف الدولة ، ولقبوه شمس الدولة ، وقمر الملة .
ذكر مسير أبي على بن شرف الدولة إلى بلاد فارس ، وما كان بينه وبين عمه صمصام الدولة ، وعودة إلى بهاء الدولة ، وقتله
قد ذكرنا أن شرف الدولة لما اشتدت علته جهز ابنه أبا علي إلى فارس ، ومعه والدته ، وجواريه ، وسيَّر معه الأموال ، والجواهر ، والسلاح ، فلما بلغ البصرة أناة الخبر بوفاة أبيه ، فسيَّر ما معه في البحر إلى أرجَّان ، وسار مجدَّاً حتى وصل إليها ، واجتمع معه من بها من الأتراك ، وسار مجداً نحو شيراز ، وكاتبهم متولّيها ، وهو أبو القاسم العلاء بن الحسن بالوصول إليها ليسلمها إليهم ، وكان صمصام الدولة ، ومن معه قد ساروا إلى سيراف ، ووقعت الفتنة بها بين الأتراك ، والديلم ، فخرج الأمير أبو على إلى معسكر الأتراك ونزل معهم ، فاجتمع الديلم ، وقصدوا داره ليأخذوه ، ويسلموه إلى صمصام الدولة ، فرأوه قد انتقل إلى الأتراك ، فكشفوا القناع ، وجرى بينهم قتال ، ثم سار أبو على والأتراك إلى فسا ، فاستولوا عليها وأخذوا ما بها من الأموال ، وقتلوا من بها من الديلم ، وسار أبو على إلى أرّجان ، وعاد الأتراك إلى شيراز ، فقاتلوا من بها من الديلم الذين مع صمصام الدولة ، ونهبوا البلد ، وعادوا إلى

الصفحة 135