كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 136 """"""
أبي على بأرَّجان وأقاموا معه مديده ، ثم وصل رسول من بهاء الدولة إلى أبي علي ، وطيب قلبه ، وأرسل إلى الأتراك الذين معه سراً واستمالهم إلى نفسه وأطعمهم ، فحسنوا لأبي على المسير إلى بهاء الدولة ، فسار إليه ، فلقيه بواسط في منتصف جمادى الآخرة سنة ثمانين وثلثمائة ، فأكرمه ، ثم قبض عليه بعد ذلك وقتله ، وتجهز بهاء الدولة للمسير إلى الأهواز لقصد بلاد فارس .
ذكر مسير بهاء الدولة إلى الأهواز ، والصلح بينه وبين صمصام الدولة
قال : وسار بهاء الدّولة إلى خوزستان ، فأتاه نعى أخيه أبي طاهر ، وكان مع صمصام الدولة ، فجلس للعزاء ، ورحل إلى أرَّجان ، واستولى عليها ، وأخذ ما فيها من الأموال التي جمعها صمصام الدولة بقلعتها ، وكانت ألف ألف دينار فاشانية ، وثمانية آلاف ألف درهم عدليه ، ومن الجواهر ، والثياب ما لا يحصى قيمته ، ففرّق ذلك على الجند ، ولم يبق منه إلا القليل ، ثم سارت مقدمته ، وعليها العلاء بن الفضل إلى النوبندجان ، وبها عسكر صمصام الدولة عسكراً ، وعليهم فولاذ ابن ما بدار ، فواقعهم ، فانهزم أصحاب بهاء الدولة ، وعادوا إليه ، ثم ترددت الرسائل بين صمصام الدولة ، وبهاء الدولة في الصلح ، فاستقر على أن يكون لصمصام الدولة فارس ، وأرجان ، ولأخيه بهاء الدولة خوزستان ، والعراق ، وأن يكون لككل واحد منهما إقطاع في ملك الآخر ، وحلفا على ذلك ، وعاد بهاء الدولة إلى الأهواز ، ثم إلى بغداد ، وفي سنة ثماني وثلثمائة أيضاً قبض بهاء الدولة على وزيره أبي منصور بن صالحان ، واستوزر أبا نصر سابور بن أردشر ، وكان المدبّر لدولة بهاء الدولة أبا الحسن بن المعلم ، وأبيه الحكم ، وفي سنة إحدى وثمانين قبض بهاءُ الدولة على الخليفة الطائع لله ، وبايع القادر بالله كما ذكرناه في أخبار الدولة العبّاسية ، وفيها قبض على وزيره أبي نصر سابور ، واستوزر أبا القاسم عبد العزيز بن يوسف وقبض على أبي نصر خواشاذه ، وأبي عبد الله بن طاهر ، وفي سنة اثنتين وثمانين قبض بهاء الدّولة على أبي الحسن بن المعلم ، وكان قد استولى على الأمور كلها ، وخدمه الناس كلُّهم حتى الوزراء ، فأساء السيرة ، فشغب الجند ، وشكوا منه ، وطلبوا تسليمه إليهم ، فراجعهم بهاء الدولة ،

الصفحة 136