كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 137 """"""
ووعدهم أنه يكف يده ، فلم يقبلوا ذلك ، فقبض عليه ، وعلى جميع بهاء الدولة ، ووعدهم أنه يكف يده ، فلم يقبلوا ذلك ، فقبض عليه ، وعلى جميع أصحابه ، فلم يرجع الجند ، فسلَّمه إليهم ، فسقوه السمَّ مرتين ، فلم يؤذه ، فخنقوه ، ودفنوه ، وقبض على وزيره أبي القاسم لأنه اتهم بمباطنة الجند في أمر ابن المعلم ، واستوزر أبا نصر سابور ، وأبا منصور بن صالح جميعاً ، وفي سنة ثلاث وثمانين شغب الجند على بهاء الدولة ، ونهبوا دار الوزير سابور ، واختفى منهم ، واستعفى ابن صالحان من الأنفراد بالوزارة ، فأعفى ، واستوزر أبا القاسم على بن أحمد ، ثم هرب إلى البطيحة ، وعاد سابور إلى الوزارة بعد أن أصلح الديلم .
ذكر ظهور أولاد بختيار واعتقالهم ، وقتل بعضهم
وفي سنة ثلاث وثمانين وثلثمائة ظهر أولاد عز الدولة بختيار بن معز الدولة من محبسهم ، واستولوا على القلعة التي كانوا معتقلين بها ، وكان سبب اعتقالهم أن شرف الدولة كان أحسن إليهم بعد وفاة والده عضد الدولة ، وأطلقهم . وأنزلهم بشيراذ ، وأقطعهم ، فلما مات شرف الدولة حبسوا في قلعة ببلاد فارس ، فاستمالوا مستحفظها ، ومن معه من الديلم ، فأخرجوا عنهم ، فأنفذوا إلى أهل تلك النواحي ، فاجتمعوا تحت القلعة ، فبلغ ذلك صمصام الدولة ، فسيّر إلى القلعة جيشاً ، فتقرق ذلك الجمع ، وحصر جيشه القلعة ، وراسل مقدم الجيش وجوه الدّيلم سراً ، واستمالهم ، ففتحوا القلعة ، فملكها أصحاب صمصام الدولة ، وأخذوا أولاد بختيار ، وكانوا ستة ، فأمر صمصام الدولة بقتل اثنين ، وحبس أربعة .
ذكر مقتل صمصام الدولة
كان مقتله في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وثلثمائة ، وسبب ذلك أن جماعة كثيرةً من الدَّيلم استوحشوا منه لأنه أمر بعرضهم ، وإسقاط من ليس بصحيح النسب ، فأسقط منهم ألف رجل ، واتفق أن أبا القاسم ، وأبا نصر ابني عز الدولة خدعا الموكَّلين بالقلعة ، فأخرجوا عنهما ، فجمعها لفيفاً من الأكراد ، واتصل بهما الذين أسقطوا من الخدمة من رجال الديلم ، وقصدوا أرَّجَّان ، فاجتمعت عليها العساكر ، فتجهز صمصام الدولة ولم يكن عنده من يدبره ، فأسار عليه أصحابه بالصّعود إليها ، فمنعه مستحفظها ، فأشار بعض أصحابه عليه بقصد الأكراد ، والتقوا بهم ، فخرج بخزائنه ، وأمواله ، فنهبه أصحابه ، وأرادوا قتله ، فهرب وسار إلى الدودمان على مرحلتين من شيراز ، فقبض عليه رئيسها طاهر ، وبلغ أبو نصر الخبر ، فبادر إلى شيراز ، فدخلها