كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 138 """"""
وأخذ صمصام الدولة ابن طاهر ، فقتله ، وقال : هذه سنة سنها أبوك يعني ما كان من قتل عضد الدولة بختيار ، وكان عمر صمصام الدولة يوم قتل خمساً وثلاثين أشهر ، وكان كريماً حليماً ، وسلمت والدته لبعض قواد الديلم ، فقتلها ، وبنى عليها دكَّة في داره ، فلما ملك بهاء الدولة فارس أخرجها ، ودفنها في تربة بني بوية .
وزراؤه في مملكته الثانية : العلاء بن الحسن ، ثم قبض عليه ، واستوزر أبا القاسم المعمر بن الحسين الزنجي نحواً من سنة ، ثم قبض عليه ، واعتقله ، وأعاد العلاء ، ثم بعثه إلى الأهواز ، فمات ، فاستوزر أبا الطيَّب الفرحان بن شيراز ، وأنفذ إلى الأهواز ، فأٌقام إلى أن قتل صمصام الدولة .
ذكر ملك بهاء الدولة فارس وخوذستان وكرمان
قال : ولما قتل صمصام الدولة ، استولة ابنا بختيار على بلاد فارس وكاتبا أبا علي بن أستاذ هرمز وهو بالأهواز يأمرانه بأخذ البيعة لهما ، واليمين ، فخافهما أبو علي ، ثم راسله بهاء الدّولة بستميله ، ويعدُ الدَّيلم الخير والإحسان ، فأجابوه إلى الدخول في طاعته ، وأنفذوا جماعة من أعيانهم إلى بهاء الدولة ، واستوثقوا منه ، وكتبوا إلى أصحابهم المقيمين بالسوس بصورة الحال رجاء أن يخرجوا إلى طاعته ، فخرجوا بالسلاح ، وقاتلوه قتالاً شديداً ، فضاق بذلك درعاً ، فقيل له : إن عادة الدَّيلم أن يشتد قتالهم عند الصلح لئلا يظن بهم العجز ، ثم كفوا عن القتال ، وأرسلوا من يحلفه لهم ، ونزلوا إلى خدمته ، واختلط العسكران ، وساروا إلى الأهواز ، فقرر أبو علي ابن اسماعيل أمورها ، وقسم الإقطاعات بين الأتراك والديلم ، ثم ساروا إلى رامهرمز ، فاستولوا عليها ، وعلى أرّجان ، وغيرها من بلاد خوزستان ، وسار أبو علي إلى شيراز ، فنزل بظاهرها ، فحاربه ابنا بختيار ، فلمَّا اشتدت الحرب مال بعض أصحابهما إليه ، ودخل بعض أصحابه البلد ، ونادوا بشعار بهاء الدولة فهرب ابنا بختيار ، فأما أبو نصر فإنه لحق ببلاد الدَّيلم ، وأما أبو القاسم ، فلحق ببدر بن حسنويه الكردي ، ثم قصد البطيحة ، ولما ملك أبو على بشيراز كتب إلى بهاء الدولة بالفتح

الصفحة 138