كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 140 """"""
ولى سار من أرَّجان إلى شيراز ، وولَّى أخاه جلال الدولة البصرة ، وأخاه أبا الفوارس كرمان ، وكان القادر باللَّه قد ولاه العهد بسؤال أبيه ، فلما مات والده قام مقامه ، ودخل بغداد ، ودخل بغداد ، وأعطى كلَّ غلام من أشرافها سبعين ديناراً ودست ثياب ، فأكثروا عليه بالمطالبات ، فضجر ، وفارق بغداد ، وتوجَّه إلى الأهواز .
ذكر قتل فخر الملك
ووزارة ابن سهلان
وفي سنة ست وأربعمائة قبض سلطان الدولة على نائبه بالعراق ووزيره فخر الملك أبي غالب ، وقتله في سلخ شهر ربيع الأول ، فكانت نيابته بالعراق خمس سنين وأربعة أشهر واثني عشر يوماً ، وكان حسن الولاية والآثار ، ووجد له ألف ألف دينار عيناً ، سوى ما نهب ، وقيمة العروض ، وكان القبض عليه بالأهواز .
حكي ابن علمكان ، وكان من أكابر القّواد قال : قتل إنسان ببغداد ، فكانت زوجته تكتب إلى فخر الملك تتظلم وتتشكي ، وهو لا يلتفت إليها ، فلقيته يوماً فقالت له : تلك الرقاع التي كنت أكتبها إليك صرت أكتبها إليك صرت أكتبها إلى اللَّه تعالى ، فلم يمض على ذلك غير قليل حتى قبض هو وابن علمكان ، فقال له فخر الملك : قد برز جواب رقاع تلك المرأة . ولما قبض على فخر الملك استوزر سلطان الدولة أبا محمد الحسن ابن سهلان ، ولقب عميد أصحاب الجيوش ، وفي ثمان وأربعمائة ضعف أمر الديلم ببغداد ، وطمع فيهم العامة ، فانحدروا إلى واسط ، فخرج عليهم عامّتها وأتراكها فقاتلوهم ، فدفع الديلم عن أنفسهم ، وقتلوا من أتراك واسط ، وعامتّها جماعة كثيرة ، وعظم أمر العَّيارين ببغداد فأفسدوا ، ونهبوا .
ذكر ولاية ابن سهلان العراق
وفي سنة تسع وأربعمائة استعمل سلطان الدولة أبا محمد الحسن ابن سهلان على العراق في المحرم ، فسار ، وأوقع في طريقه بالعرب ، ولما وصل واسط وجد الفتن بها قائمة ، فأصحها ، وقتل جماعة من أهلها ، وورد عليه الخبر باشتداد الفتن ببغداد ، فسار إليها ، فدخلها في أواخر شهر ربيع الآخر ، فهرب منه العيّارون ونفى جماعة من العبّاسيين وغيرهم ، ونفي أبا عبد الَّله محمد بن النعمان فقيه الشيعة ،

الصفحة 140