كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 143 """"""
إلى بلد يأمنان فيه على أنفسهما ، فقال : وأنا والَّله أسير معكما ؛ فساروا جميعاً ، ومعهم جماعة من مقدّمي الديلم إلى السندية ، وبها قرواش ، ثم سروا إلى أوانا ، فعظم ذلك على الأتراك ، فراسلوه ، واعتذروا ، فكتب إليهم الوزير يقول : إنني تأملت ما لكم من الجامكيات . فإذا هي ستمائة ألف دينار ، وعلمت دمخل بغداد ، فلإذا هو أربعمائة ألف دينار ، فإن أسقطتم مائة ألف تحملت الباقي ، فقالوا : نحن نسقطها ، فاستشعر منهم الوزير ، فهرب إلى قرواش ، فكانت وزراته عشرة أشهر وخمسة أيام ، فلما أبعد خرج الأتراك ، وسألوا مشرف الدولة ، والأثير في الانحدار معهم ، فأجابهم إلى ذلك .
ذكر وفاة سلطان الدولة
كانت وفاته بشيراز في شوال سنة خمسة عشرة وأربعمائة ، وكان عمره اثنين وثلاثة سنة وخمسة أشهر ، وخمسة أيام ، ومملكة بالحضرة ، وإمارته ببلاد فارس ، وخوزستان ، وكرمان ثنتي عشرة سنة ، وأربعة أشهر وثلاثة أيام .
وزراؤه : فخر الملك أبو غالب بن خلف إلى أن قتله بالأهواز ، واستوزر أبا محمد الحسن بن الفضل بن سهلان ، واستوزر ذا السعادتين أبا غالب الحسن بن منصور ، ثم استوزر أبا الفتح عبد الحيم بن إبراهيم بن الخصيب وقبض عليه واستوزر أبا محمد الحسن بن محمد بن بابشاد من أهل رامهرمز . ولما مات ، ولى بعده ابنه أبو كاليجار المزريان ، على ما نذكره ، بعد عمه .
ذكر وفاة مشرف الدولة
كانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة ست عشرة وأربعمائة ، وعمره ثلاث وعشرون سنة وثلاثة أشهر ، وملكه خمس سنين ، وخمسة وعشرون يوما " ً ، وكان ملكاً عادلاً ، كثير الخير ، قليل الشر ، حسن السيرة .
وزراؤه ، ذو السعادتين أبو غالب الحسن بن منصور ، ثم عزله ، واستوزر مؤيد الملك زعيم الكفاءة مجد المعالي أبا علي الحسن في سنة خمس عشرة وأربعمائة ، ثم استوزر أبا قاسم بن المغربي .